نفى مسؤول مغربي ان تكون الشرطة اعتقلت أمس عضواً خامساً في "خلية ارهابية" بعدما حاصرته في ضاحية الفداء في مدينة الدار البيضاء، بعد يومين من تفجير ثلاثة انتحاريين مشتبه فيهم أنفسهم، وقتل رجال الشرطة متشدداً رابعاً بالرصاص خلال غارة على مخبأهم الثلثاء. وقال مسؤول الحكومي إن الشرطة اعتقلت شخصاً ظنت انه"العضو الخامس في الخلية الذي كان ما زال مختبئاً"في حي الفداء لكن تبين ان لا علاقة له بالارهاب. وقال وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى إن لا علاقة للتفجيرات الانتحارية التي عرفتها الدار البيضاء في 10 نيسان ابريل الجاري بأي تنظيم خارجي. وشدد على ان طرق صنع المتفجرات ونوعية تحركات أفراد الخلية تكشف أن الأمر يتعلق بمجموعة إرهابية مغربية قدّر عدد المنتسبين اليها من الانتحاريين بعشرة أشخاص. وكان وجود الخلية انكشف بعدما فجّر أحد أعضائها، عبدالفتاح الرايدي، نفسه في مقهى انترنت في 11 آذار مارس في الدار البيضاء. وكشفت مصادر أمنية أن توقيت دهم المسكن الذي كان يؤوي ثلاثة انتحاريين من رفاقه في حي الفرح في ضاحية الفداء يوم الثلثاء جاء على خلفية حصول أجهزة الأمن على"معلومات محددة"لم تكشف طبيعتها. وأوضحت أن السلطات تقوم بعمليات تمشيط واسعة النطاق في حي الفرح بحثاً عن بقية الانتحاريين المحتملين. كما أقامت نقاط تفتيش عند معابر الدار البيضاء لتلافي هروبهم. وتحدثت المصادر عن اعتقال متهمين على الأقل من المرتبطين بالخلية، فيما تجري ملاحقة شخص ثالث شوهد وهو يحمل محفظة على ظهره. كما تعززت قوات الأمن في المنطقة بقوات احتياط تحمل أسلحة، إضافة إلى انتشار سيارات الحماية المدنية تلافياً لأي حادث طارئ، ما يحمل على الاعتقاد بأن المعلومات المتوافرة تشير إلى اختفاء بقية المطلوبين في المنطقة ذاتها. إلى ذلك، زار العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء أول من أمس ضحايا التفجيرات الانتحارية الذين يتلقون العلاج في مستشفيات الدار البيضاء، وهدفت الزيارة الى الاطمئنان على صحتهم. كما أمر بتنظيم جنازة رسمية لأحد ضباط الشرطة الذي قتل في الحادث ومنح ذويه وسام الشجاعة. وتقول أوساط مراقبة إن ما سرع في حادث تفجيرات الدار البيضاء الانتحارية الحصول على معلومات حول أعداد الانتحاريين المفترضين الذين بدا من خلال التحقيقات الأولية انهم لا يرتبطون بأي تنظيم خارجي، إلا أن بعضهم قد يكون تورط في حوادث قتل طالت رعايا أبرياء في صيف 2002 على يد منتمين إلى تنظيم"الصراط المستقيم"الذي كان يتزعمه من يوصف ب"أمير الدم"يوسف فكري. غير أن الانتحاريين الجدد أفادوا من الأسلوب ذاته الذي استخدمه انتحاريو الدار البيضاء في 16 ايار مايو 2003 في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة.