كشف وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى أهدافاً كانت معدّة للتفجير على يد خلية متشددة قضى أحد أفرادها الأحد الماضي في الدار البيضاء عندما انفجر حزام ناسف كان يلف نفسه به خلال شجار في مقهى للانترنت. وقال بن موسى أمام مجلس حكومي، أمس، إن الانتحاري عبدالفتاح الرايدي شرع منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي في تشكيل خلية إرهابية تضم معتقلين سابقين يتحدرون من حي سيدي موسى في الدار البيضاء، وان هذه الخلية خططت لتنفيذ هجمات ضد مؤسسات اقتصادية في الدار البيضاء. غير أنه لم يذكر تلك المؤسسات. وأكد وزير الداخلية أن السلطات اعتقلت 18 مشتبهاً لهم علاقة بالانتحارييْن الرايدي ورفيقه يوسف يدري الذي فر من موقع الحادث، لكن أجهزة الأمن استطاعت اعتقاله في الليلة ذاتها. وتابع أن البحث ما زال متواصلاً عن ستة مطلوبين آخرين يعتقد أن لهم علاقة بالحادث في ضوء التحريات التي استندت الى إفادات الانتحاري يوسف الذي لم يفجر نفسه والتحقيقات الجارية. وأضاف أنه تم اكتشاف مواد متفجرة في حي مولاي رشيد الواقع في سيدي موسى، لكنه قلل من أهمية الحادث، موضحاً أنه"انفرادي ومعزول"، لكنه في الوقت ذاته يدفع إلى مواصلة الحذر واليقظة لتحصين البلاد من"مخاطر الارهاب الدولي الذي يستهدف المنطقة"، في إشارة الى تهديدات"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكان رئيس الوزراء المغربي إدريس جطو أكد ان الحادث لن ينال من عزم بلاده المضي قدماً على طريق بناء المجتمع الديموقراطي الحداثي، معتبراً أن الرد القوي على الإرهاب يكمن في المضي قدماً في المشروع المجتمعي. وأشاد، في غضون ذلك، بيقظة المواطنين الذين"افشلوا"خطة الانتحاريين. ووجه العاهل المغربي الملك محمد السادس رسائل تهنئة وتكريم للجرحى المصابين الذين كانوا موجودين في مقهى الانترنت ليل الأحد الماضي وأفشلوا من خلال تطويقهم الانتحاريين خطتهما، في حين أفاد شهود ان الانتحاري الذي لم يفجر نفسه كان غادر مقهى الانترنت مرات عدة بحثاً عن موقع آخر للاتصال بمن يصدر الأوامر، لكن دون جدوى. الى ذلك، أشار شهود إلى أن الأوضاع في أحياء سيدي موسى عادت الى طبيعتها واختفت قوات الأمن من الشوارع والأزقة، فيما تتواصل التحقيقات على مستويات أخرى للربط بين معتقلين سابقين من تنظيم السلفية الجهادية استفادوا من عفو ملكي وإمكان ضلوع أعداد منهم في الانتساب الى التنظيم الجديد، وإن كانت الأرقام التي أعلنها وزير الداخلية تفيد بحصر الاتهام في المتحدرين من حي سيدي موسى شمال الدار البيضاء. ومعلوم ان الرايدي نال حكماً بالسجن خمس سنوات بعد اعتقاله على خلفية تفجيرات الدار البيضاء في 2003 لكنه نال عفواً ملكياً في 2005 وخرج من السجن، قبل أن يُشكّل خليته الجديدة التي انكشفت بفعل حادث مقهى الانترنت الأحد.