كشف مسؤولون مغاربة رفيعو المستوى أن خلية تضم أكثر من عشرة اشخاص كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات انتحارية على سفن غربية في ميناء الدار البيضاء ومواقع أخرى في البلاد، لكن الهجوم أُحبط، على ما يبدو، بعدما فجّر الزعيم المفترض للخلية عبدالفتاح الرايدي نفسه في مقهى للانترنت في 11 آذار مارس الجاري. وقال المسؤولون انهم صادروا مواد سامة كانت ضمن كميات من المتفجرات في مسكن يؤوي إرهابيين في حي سيدي مومن في الدار البيضاء، معتبرين إن ذلك"يؤشر إلى تحول نوعي خطير في مسار الأعمال الارهابية التي تستهدف المغرب". وأوضح وزير الداخلية شكيب بن موسى، في لقاء صحافي حضره الوزير المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة ومحي الدين امزازي المحافظ المسؤول في الشؤون الداخلية في الوزارة، ان المتفجرات كناية عن ستة كيلوغرامات ونصف الكيلوغرام من المواد الجاهزة للتفجير معدة لشن هجمات تخريبية في مدن الصويرة وأكادير على الساحل الأطلسي ومراكش وسط البلاد، مؤكداً ان الانتحاري عبدالفتاح الرايدي صنع تلك المتفجرات واستقطب عناصر لضمها الى خلية التنفيذ بأحزمة تحمل عبوات ناسفة يضم كل واحد منها حوالي 300 غرام من المتفجرات. وبدا من خلال التحريات الأمنية والقضائية أن الرايدي كان يحمل حزامه الناسف طوال الأيام الأربعة التي سبقت تفجيره نفسه، ما قد يعني أن كان عازماً على تفجير نفسه في حال تعرضه للاعتقال. وكشف وزير الداخلية أيضاً أن أجهزة الأمن اعتقلت منذ 11 الجاري 34 شخصاً يُعتقد بانهم ينتمون الى خلية الرايدي، بينما لا يزال البحث جارياً عن أكثر من عشرة مطلوبين آخرين قد يكون بعضهم فرّ إلى خارج البلاد. كما طاولت التحقيقات مصادر تمويل الخلية، إذ اعتُقل تاجر ذهب في الدار البيضاء سلّم عبدالفتاح الرايدي مبالغ مالية بهذا الصدد. كما اثبتت التحريات انه تسلم مبلغاً مالياً من المعتقل حسن الخطاب الذي يتزعم تنظيم"أنصار المهدي"والذي كان بدوره معتقلاً على خلفية هجمات الدار البيضاء الانتحارية عام 2003 مثل عبدالفتاح الرايدي الذي استفاد من عفو ملكي بعد إدانته بالسجن خمس سنوات. وقال قريبون إليه إنه"لدى مغادرته السجن كان يحمل مصحفاً في يده وجدد عزمه على معاودة العمل الارهابي من دون اثارة الانتباه". وأعلن الوزير بن موسى ان 17 من معتقلي"خلية الرايدي"من بين ثلاثين مطلوباً، تراوح أعمارهم بين 18 و27 عاما، وان 18 منهم يتحدرون من أحياء سيدي مومن الهامشية شمال غربي الدار البيضاء، وهو الحي الذي خرج منه انتحاريو الهجمات الارهابية في الدار البيضاء في 16 ايار مايو 2003. كما أفادت معطيات اجتماعية أن المعتقلين ذوي تأهيل ثقافي محدود ويمارسون حرفاً هامشية مثل بيع عصير الفواكه في عربات متنقلة. ونفى بن موسى وجود علاقة مباشرة بين التفجير الانتحاري في 11 آذار وتفجيرات قطارات مدريد في الموعد نفسه العام 2004. غير أنه رأى أن الرايدي كان مستعداً لتفجير نفسه في أي لحظة يشعر فيها بقرب وقوعه في الاعتقال، أما بقية الانتحاريين فلم يكونوا مستعدين لذلك في الوقت ذاته، ما يدفع الى الاعتقاد بان رفيقه يوسف خدري المعتقل إضطر الى التخلص من حزامه الناسف مباشرة بعدما عاين تفجير الرايدي نفسه وتطاير شظايا أطراف جسده. الى ذلك، قال الوزير المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة انه تم، في العام الماضي، تفكيك خلايا وشبكات كانت مهتمة باستقطاب المتطوعين الى جانب المقاومة العراقية وان هذه العمليات شملت 16 خلية وأن عدداً من المتهمين يُعتقد بانه ينتسبون الى"الجماعة المغربية المقاتلة". وقال إن مغاربة تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة في مناطق الساحل جنوب الصحراء شمال مالي"قد لا تكون وجهتهم العراق، ومن المحتمل أن يعودوا الى المغرب"، في اشارة الى استبدال خطط بعض المنتمين الى هذه الخلايا من خلال التركيز على المغرب وبلدان المنطقة، بسبب تضييق الخناق أكثر على انضمامهم الى المقاومة العراقية.