قُتل ثلاثة مغربيين يشتبه في تورطهم في التخطيط لتفجيرات في الدار البيضاء خلال مطاردة مع قوات الأمن طوال نهار أمس. وقُتل شرطي أيضاً في المواجهات. وأفادت مصادر أمنية أن أحد المشتبه فيهم فجّر نفسه بحزام ناسف فجراً بعد اعتلائه سطح بناية كان يقيم في إحدى شققها مع"انتحاري"آخر قتلته قوات الأمن بالرصاص بعدما هدد بتفجير نفسه وهو يحمل سيفاً وحقيبة يُعتقد بأنها تحوي متفجرات. وطوّقت الشرطة المنطقة بحثاً عن رفيق لهما فر من البناية، واستمر ذلك حتى ساعات المساء عندما دوّى انفجار عنيف في المنطقة المحاصرة وتبيّن أنه ناجم عن تفجير"الانتحاري"الثالث نفسه أيضاً. وقال شهود في حي الفرح الذي شهد المواجهات أن المطاردة بين قوات الأمن والإرهابيين المحتملين دامت نحو ساعة ونصف الساعة فجراً حين دهم رجال الأمن منزلاً يؤوي أفراد خلية مرتبطة ب"انتحاري"فجّر نفسه الشهر الماضي في مقهى إنترنت في الدار البيضاء. وأكدت مصادر أمنية أن الشرطة ضربت طوقاً أمنياً على المنطقة منذ ليل أول من أمس"في انتظار ساعة الصفر"لدهم المنزل. وأحاطت قوات الأمن بمسجد"الوافي"القريب منه، وأخلت المصلين بعد أداء صلاة الفجر مباشرة للحؤول دون سقوط ضحايا. وافاق سكان الحي على دوي طلقات الرصاص التي أصابت أحد المطلوبين الذي نُقل إلى مستشفى"ابن رشد"حيث لفظ أنفاسه، في حين اعتلى زميل له سطح البناية وهدد قوات الأمن والسكان الذين خرجوا من بيوتهم بتفجير نفسه في حال الاقتراب منه. وقال شاهد صعد إلى السطح إنه سمع الانتحاري يصيح:"سأفجر نفسي"قبل أن يضغط على زر الحزام الناسف وتتطاير اشلاؤه في المكان. وهرعت قوات الأمن وخبراء المتفجرات إلى المكان لأخذ عيّنات من شظايا الانفجار وإجراء فحوص للتعرف على هوية الانتحاري الذي فجر نفسه. وساد اعتقاد بأنه قد يكون شقيق الانتحاري عبدالفتاح الرايدي الذي فجّر نفسه في مقهى إنترنت في 11 آذار مارس الماضي في حي سيدي مومن الشعبي في الدار البيضاء، فيما رجحت مصادر أن اسمه"أبو مصطفى". وطوّقت قوات الأمن المنطقة بعدما اشتبهت في أن واحداً أو أكثر من رفاق"الانتحاريين"القتيلين ربما يكون فر من الشقة التي تؤويهم. وأفاد مراسل"فرانس برس"لاحقاً أن انتحارياً فجّر نفسه بعد الظهر في الحي ذاته الذي شهد العملية الانتحارية صباحاً. وقال المراسل الموجود في المكان الذي طوقته قوى الأمن انه سمع صوت انفجار قوي في الساعة 15.30 ت غ وشاهد في وسط الشارع جثة تقطعت بفعل الانفجار. وشوهد شخص آخر ممد بالقرب من جثة الانتحاري. وقالت مصادر"الحياة"أنها لشرطي قُتل عندما فجّر المطلوب نفسه. وتردد في غضون ذلك أن نجل أحد أئمة المساجد في الدار البيضاء قد يكون توسط لتسهيل إيجار المطلوبين الشقة من دون إبرام عقد أو إتمام إجراءات قد تكشف هويتهم، وهي ممارسة تتم عادة في الأحياء الشعبية التي نزح معظم قاطنيها من مدن أخرى ويمتهنون التجارة أو حرف يدوية. وفتشت قوات الأمن الشقة. وأكد خبراء أن المتفجرات التي استخدمها الانتحاري"أبو مصطفى"تشبه إلى حد كبير تلك التي استخدمها الرايدي وقبله انتحاريو الدار البيضاء عام 2003، ورجحوا أن يكون أعضاء الخلية أكثر من عشرة أشخاص. وأشاروا إلى أن مصدر الصعوبة في تحديد أعداد المطلوبين وهوياتهم أنهم لم ينفذوا أي عملية، وإن كانوا وضعوا خططاً للهجوم على بواخر في ميناء الدار البيضاء وثكنة عسكرية ومنشآت سياحية. وهذه المرة الثالثة التي تعتقل فيها القوات المغربية أفراداً من هذه الخلية، إذ كانت الأولى لدى محاولة رفيق الرايدي الفرار واعتقاله، والثانية عند دهم مسكن انتحاري آخر بعد مطاردته في حي شعبي. غير أن ما يجمع الحالات الثلاث هو أن الانتحاريين المقترحين يتنقلون وهم متزنرون بأحزمة ناسفة، ما قد يعني أنه لم تعد لديهم خطط محددة بعد اعتقال معظمهم. وقال شهود إن أفراد الخلية كانوا انعزاليين لا يشاركون أحداً في حياتهم. وأكد أحدهم أن فتاة شوهدت برفقتهم، لكن ذلك قد يكون بهدف التمويه. وأكد مسؤولون أن المعتقلين الذين يتجاوز عددهم 30 متهماً ربما كانوا ناشطين في خلايا مغربية استبدلوا خطة التطوع إلى جانب"المقاومة"العراقية بالتخطيط لهجمات محلية.