كلَّما سألوني مَن عهود، أقول عاصمة العراق. وكلَّما سألوني عن عاصمة العراق، ذكرت عهود. وكلّما ضاقت أنفاسي علَيّ، أذكر العراق وأذكر عهود. في الطرقات وزواريب الأحياء الفقيرة تجري دماء الأبرياء تذرفها مآقي الأطفال الأنقياء. النساء الثكالى تطرق الصدور والنحور وأشهاد القبور. اليتامى الجياع يتسولون ويتوسلون صناديق القمامة الفارغة. أبدان الأرامل والشيوخ ترتعد رعباً وجوعاً وموتاً. أنادي على عهود فلا تسمعني ولا تسمع صدى أشجاني. وتناديني عهود، فلا أسمع خلجات قهرها الدفين في قعر محيطات النسيان والأحزان. وعلى الضفة الأخرى من دجلة، صخب الفجور وكهف السَّراق ونهب الحبيب العراق. يا ضفَّة عهود الطاهرة المقهورة المنسيّة حيث الدم القاني يخضّب جباه الأبطال الشرفاء. يا ضفَّة عهود الواعدة، يا ضفة سعف النخيل المكسور والمغدور، ستعود التمور الندية الى رواسيك البهيّة. وستعود إليَّ عهود. سعد نسيب عطاالله - بريد الكتروني