أكد القنصل الايراني في البصرة أن حكومة المحافظة استنكرت "الاستفزازات" البريطانية للعاملين في القنصلية، والتي شملت التحليق المتواصل للطائرات فوق المبنى وحوله على خلفية احتجاز البحارة البريطانيين على أيدي حراس الحدود الايرانيين في مياه شط العرب. وكانت قوات بريطانية طوقت أول من أمس مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة بعد تعرضها لإطلاق نار من مبنى قريب. وذكر أحد حراس القنصلية أن دورية بريطانية أطلقت النار على مبنى القنصلية، قبل أن ينتشر جنود بريطانيون في المنطقة المحيطة به بحثاً عن مسلحين قالوا إنهم أطلقوا النار على دوريتهم. ووصف محمد رضا باغبان القنصل العام لجمهورية إيران الإسلامية في البصرة الحادث بأنه عمل استفزازي يؤثر سلباً"في علاقتنا بهم في الوقت الحاضر". وأكد ل"الحياة"أن جنوداً من الجيش البريطاني كانوا انتشروا حول مبنى القنصلية وأطلقوا النار بكثافة من كل الجهات على القنصلية، لكنهم انسحبوا بعد أكثر من ساعتين وادعوا بأنهم يبحثون عن مسلحين في المنطقة. ونفى باغبان أن يكون تلقى رداً ديبلوماسياً يشرح الاعتداء من القنصلية البريطانية، لكنه اتصل بالمسؤولين في الحكومة المحلية في البصرة، وسمع منهم استنكاراً للحادث، لافتاً الى أنهم نفوا أن يكون لهم علم بما حدث. وأوضح أن"أياً من حرس القنصلية لم يطلق النار على الدورية، وإنما هم البريطانيون من أطلق النار، نافياً أن يكون للحادث تأثير على موقف الحكومة الإيرانية من احتجاز البحارة البريطانيين". وأكد أحد حراس القنصلية أن"طائرات الجيش البريطاني ومنذ احتجاز جنود البحرية البريطانية، شرعت تحلق حول القنصلية الإيرانية، في عمل ربما تستخدمه كوسيلة ضغط على دولة إيران من اجل إطلاق البحارة. من جهتها، نفت الناطقة باسم القوات المتعددة الجنسية في جنوبالعراق الكابتن كيتي براون أن تكون الدورية البريطانية استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة حين ردت على النار التي أطلقت عليها أمس، قائلة إن الحادث وقع صدفة.وأكدت أن الدورية كانت في عمل روتيني يومي في جنوبالمدينة لتحديد موقع الهجمات على مقرات الجيش البريطاني، إذ تعرضت إلى إطلاق نار من أسلحة خفيفة من منزل قرب القنصلية. وأوضحت أن الجنود ترجلوا من دباباتهم وفتشوا السيارات بعدما شاهدوا مصدر النيران التي أطلقت عليهم، ثم ردوا عليها من دون أن يصاب أحد بأذى. يذكر أن القنصلية الإيرانية في البصرة تقع خارج مجمع القنصليات الكائن في القصور الرئاسية، إلا أنها تبعد عنه حوالي كيلومترين فقط. وكانت القنصلية تعرضت العام الماضي لهجوم من جماعة السيد محمود الحسني الصرخي الذي أنزل أنصاره العلم الإيراني من ساريته ورفعوا العلم العراقي مكانه.