اتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الانسان الحكومة الروسية بتعذيب معتقلين سابقين في معسكر غوانتانامو تسلمتهم موسكو من الأميركيين. وسارعت مصادر أمنية في موسكو إلى نفي صحة التقرير، وأشارت الى أن المعتقلين السابقين "قضوا ثلاثة شهور رهن الاحتجاز وافرج عنهم بعد ذلك ولم يتعرضوا للملاحقة بعد ذلك". ولفت مصدر تحدثت اليه "الحياة" الى "غرابة" توقيت صدور تقرير المنظمة الحقوقية، اذ كان من المفترض ان تسلم واشنطنروسيا المعتقل الثامن خلال اليومين الماضيين. لكن العملية تأجلت لأسباب نجهلها". وأوضح تقرير اصدرته المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أن السلطات الروسية"عذبت المسجونين على رغم تأكيدها للحكومة الاميركية أنها ستعاملهم بطريقة إنسانية". واعتقلت القوات الاميركية ثمانية روسيين في افغانستان في أعقاب غزو هذا البلد في العام 2001، وأمضى سبعة منهم نحو سنتين في غوانتانامو قبل ان تسلمهم واشنطن الى الاجهزة الروسية بناء على اتفاق لاعادة محاكمتهم في روسيا، فيما لا يزال الثامن في المعتقل. وأضافت المنظمة ان المعتقلين الذين اشتكوا من سوء معاملة الاميركيين لهم"توسلوا مراراً سلطات معتقل غوانتانامو عدم إعادتهم إلى روسيا، حيث كانوا يتوقعون أن يتلقوا معاملة أسوأ". وأوضح التقرير أن"ثلاثة منهم تعرضوا لعمليات تعذيب خطرة وسوء معاملة بعد اعتقالهم في روسيا. دين اثنان منهم في محاكمات غيرعادلة، فضلاً عن تعرضهم جميعاً للازعاج والملاحقة من قبل سلطات تنفيذ القانون الروسية". وفي هذا الإطار، أفادت كارول بوغرت المديرة المشاركة للمنظمة بأن"التاريخ الروسي يظهر أن التأكيدات الديبلوماسية التي قدمتها موسكولواشنطن لا تعني أي شيء... فالدول ذات تاريخ في التعذيب لن تغير سلوكها فجأة". شتاينماير وتشيلي وفي برلين، نفى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الداخلية السابق أوتو تشيلي أمس الاتهامات الموجهة إليهما وإلى الحكومة السابقة بعرقلة إطلاق سراح التركي مراد كورناز من معسكر غوانتانامو وإعادته إلى ألمانيا حيث يعيش، على رغم ابداء الولاياتالمتحدة استعداداً للإفراج عنه بعد التأكد من براءته عام 2002. وشدد شتاينماير قبيل الإدلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق البرلمانية في جلسة مغلقة، على أن اطلاق سراح كورناز السنة الماضية"نتج من قرار اتخذته السلطات الأميركية وكل ما يقال عكس ذلك باطل"، في حين أعلن تشيلي عن تحمله"المسؤولية السياسية كاملة"في قضية كورناز. وقال شتاينماير الذي كان وزير المستشارية في عهد الحكومة السابقة ومنسقاً لأجهزة الاستخبارات الألمانية أن الفترات الزمنية التي يجري الحديث عنها من جانب ممثلي المعارضة الذين يوجهون الاتهامات إليه"هي أسابيع قليلة بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، وبعد اعتداءات جربة وبالي، وقبل شهور من اعتداءات مدريد ولندن"، ملاحظاً أن المهمة التي كانت موكلة إليه"هي حماية الألمان من التعرض لاعتداءات". وشدد تشيلي على اعتبار كورناز"شخصاً مشبوهاً"بعد سفره من ألمانيا إلى باكستان بعد 11 أيلول بهدف الانتقال إلى أفغانستان عشية الحرب الأميركية عليها. وقال إن"المسؤولية عن أمن المواطنين الألمان تشمل ابقاء المشكوك في أمرهم خارج بلدنا لما يمكن أن يشكلوه من خطر، وهذا ما انطبق على مراد كورناز". وأضاف:"قد يكون كورناز ضل طريقه، لكنه لم يكن سليم النية"، نافياً أن تكون السلطات الأميركية تقدمت بطلب في ذلك العام للإفراج عن الشاب التركي بعدما قيل إنها تأكدت من براءته في ذلك الحين بحسب ما تشير إليه المعارضة الألماينة التي انتقدت بعنف أمس تصريحات تشيلي وشتاينماير. ووصف ممثل حزب اليسار في لجنة التحقيق البرلمانية فولفغانغ نسكوفيتش ادعاءات شتاينماير وتشيلي ب"غير صحيحة"قائلاً إنها تجعل من كورناز"ضحية من جديد". وكما نسكوفيتش، طالب ممثل الحزب الليبرالي ماكس شتادلر شتاينماير بالاستقالة من منصبه، متهماً إياه بالإدلاء بتصريحات متناقضة. ودعا ممثل حزب الخضر هانس كريستيان شتروبله إلى وضع قواعد صارمة لأجهزة الاستخبارات حتى يجري مستقبلاً تسليم معلومات استخباراتية إلى أجهزة صديقة في حال غياب ضمانات بأنها ستتعامل مع المشتبه بهم بصورة قانونية. ويواجه جهاز الاستخبارات الألمانية"بي إن دي"تهم تسليم الأميركيين معلومات خاصة عن كورناز أدت إلى اعتقاله في باكستان وأخرى عن الألماني اللبناني الأصل. إلى ذلك، حمّلت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا بربارة لوخبيلر الحكومة الألمانية السابقة"المسوؤلية الواضحة"عن بقاء كورناز خمس سنوات في غوانتانامو. وقالت إن برلين لم تفعل شيئاً لإخراجه مبكراً من سجنه بعد التأكد من براءته. وطالب مقرر الأممالمتحدة الخاص لشؤون التعذيب مانفرد نوفاك الحكومة الألمانية بدفع تعويض مالي إلى كورناز عما تعرض له طوال سنوات سجنه. هاري بوتر على صعيد آخر، تفيد أمينة مكتبة قاعدة غوانتانامو ان المعتقلين البالغ عددهم نحو 385 مهتمون كثيراً بقراءة كتب مغامرات هاري بوتر للكاتبة البريطانية جاي كاي رولينغ. وأوضحت أمينة المكتبة التي عرفت عن نفسها باسمها الأول فقط، ماغي:"عندما يتعلق الامر بقصص خرافية، يفضلون هاري بوتر"بالانكليزية أو بلغة اخرى. وطلبت سلطات القاعدة البحرية الحصول على الجزء السابع والأخير من سلسلة هاري بوتر الذي سيصدر قريباً. وقالت ماغي ان الاسترالي ديفيد هيكس الذي اقر بتهمة دعم الارهاب الاثنين الماضي امام محكمة عسكرية استثنائية في غوانتانامو يحب كتب صيد الاسماك وركوب الأمواج، موضحة انه"يكاد يملك مكتبة خاصة به. لديه كتب كثيرة ارسلت له من استراليا".