نشطت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في جولة مكوكية خلال الساعات ال 48 التي تسبق افتتاح القمة العربية غدا في الرياض، اذ اجرت محادثات منفصلة مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ان تعود الى اسرائيل للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي يهود اولمرت للمرة الثانية خلال 24ساعة . وأبدى الجانب الفلسطيني ارتياحه لطبيعة الحوار الثاني الذي تم بين رايس وعباس في عمان امس بسبب الاتفاق في الرأي بين الطرفين على ضرورة عدم حصر اللقاءات الاسرائيلية - الفلسطينية بالقضايا الانسانية والامنية، وهو ما شكا منه الفلسطينيون، وطالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء ب"فتح مسار سياسي اسرائيلي - فلسطيني من اجل تنفيذ رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش لاقامة الدولتين ولتنفيذ مبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق". وابلغ عريقات الصحافيين بأن الرئيس عباس اكد لوزيرة الخارجية الاميركية التزام السلطة الفلسطينية بالمبادرة العربية التي قال عباس في تصريحات عقب لقائه العاهل الاردني انها"غير قابلة لأي تعديل اوتبديل". وتركزت المحادثات بين رايس وعباس على عملية السلام والاوضاع في الاراضي الفلسطينية وقضية استمرار الحصار والاغلاق والاستيطان والجدار وحجز التحويلات المصرفية. والتقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وزيرة الخارجية الاميركية قبيل لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤكدا دعمه للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة في هذه المرحلة من اجل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحل الصراع بين الجانبين وفقا لصيغة حل الدولتين. ودعا الى ضرورة استمرار التنسيق بين الإدارة الأميركية وجميع الأطراف العربية والدولية لضمان تحقيق تقدم حقيقي وملموس يسهم في إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات. وجدد حرص الأردن على اعتماد المبادرة العربية للسلام كأساس للمضي قدما وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، والتي تضمن كذلك معالجة جوانب الصراع العربي ? الإسرائيلي كافة. وحض الملك عبدالله الثاني كل الأطراف المعنية بالسلام على"استغلال الوقت وعدم إضاعة الزخم السياسي الحاصل على الساحتين العربية والدولية لدعم إخراج العملية السلمية من دائرة الجمود". وأعرب عن أمله في أن تتعامل إسرائيل بإيجابية مع مبادرة السلام العربية وأن لا تضيع الفرصة التاريخية التي تمثلها المبادرة من حيث تحقيقها لتطلعات شعوب المنطقة في العيش بأمن وسلام. واجتمع العاهل الاردني مع الرئيس الفلسطيني مجددا دعم بلاده للسلطة الوطنية الفلسطينية ومساندتها في مساعيها الرامية الى اعادة بناء مؤسساتها ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني واطلعه على المحادثات التي اجراها. كما اكد من جديد أن القضية الفلسطينية هي أساس النزاع في المنطقة التي لا يمكن ان يتحقق السلام والاستقرار فيها ما لم يتم التوصل الى حل عادل ودائم لهذه القضية يستند الى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية الداعية الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بسلام الى جانب اسرائيل. ويسعى الاردن الى اعادة الزخم لمبادرة السلام العربية ووضع آليات جديدة لتسويقها دوليا لتكون اساسا للحل بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وشدد العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني على اهمية ان تخرج قمة الرياض بمواقف ونتائج عملية تعالج التحديات والقضايا كافة التي تواجه الامة العربية في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة وبخاصة القضية الفلسطينية. وحض الملك عبدالله الثاني الفلسطينيين على تقوية وتوحيد الصف والموقف لان ذلك"يكفل تحقيق امال وتطلعات الشعب الفلسطيني وهو الضمانة الاكيدة لاقناع العالم بوجود شريك فلسطيني فاعل في عملية السلام". من جانبه اعرب الرئيس عباس عن تفاؤله بالتحركات الجارية حاليا لتفعيل عملية السلام واعادة اطلاقها من جديد، وقال في تصريحات صحافية ان"الامور تسير وتتحرك الى الامام"، معربا عن تقديره للجهود المستمرة التي يقوم بها الملك عبدالله الثاني الهادفة الى اعادة اطلاق عملية السلام ولمواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني، معتبرا ان هذه الجهود"ضرورية وبالغة الاهمية"وتساعد على حشد دعم وتأييد المجتمع الدولي لكل ما يصب في تحقيق السلام وترسيخه في المنطقة.