اعلن الرئيس محمود عباس امام وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس انه يرفض "الحلول الموقتة والدولة الموقتة"، في وقت اكد النائب الفتحاوي محمد دحلان ان رايس "تفهمت" الرفض الفلسطيني لهذه الفكرة، معتبرا ان هذا هو ابرز نتائج الزيارة. من جانبها، تعهدت رايس بدور اميركي فاعل لتسريع تنفيذ خطة"خريطة الطريق"الدولية، من دون اعطاء اي تفاصيل عن سبل تحقيق ذلك. راجع ص 5 وفي وقت لاحق مساء امس، اجرت رايس في عمان محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وقالت مصادر اردنية رسمية ل"الحياة"ان العاهل الاردني ابلغ رايس رفض الاردن اقتراح الدولة الفلسطينية الموقتة، مؤكدا ان بلاده مع"دولة ذات حدود نهائية واضحة تستند الى قرارات الشرعية الدولية". ومن المقرر ان تلتقي رايس اليوم في القدسالمحتلة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، قبل ان تزور مصر والسعودية والكويت. وخلال زيارتها الثامنة للاراضي الفلسطينية والتي خلت من اي طرح جديد على مستوى عملية السلام، اكتفت رايس بالقول ان"الولاياتالمتحدة ملتزمة الجهود الرامية الى ايجاد سبل لتسريع تطبيق خريطة الطريق... ومصممة على ايجاد حل"، مشددة على ضرورة ايجاد"افق سياسي في العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية". من جانبه، قال عباس في مؤتمر صحافي مشترك في رام الله:"اكدنا لرايس رفضنا الحلول الموقتة والدولة الموقتة لأننا لا نرى فيها خياراً واقعياً قابلاً للبناء عليه ... واوضحنا لها ما نبذله من جهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ببرنامج قادر على اطلاق عملية سلام نستعيد من خلالها ارضنا". واضاف انه يسعى الى عملية سلام ذات مغزى تقود الى انهاء الاحتلال وفق"خريطة الطريق"ورؤية الرئيس جورج بوش، و"هذا يتطلب تثبيت التهدئة ونقلها الى الضفة الغربية، وانهاء الحصار الاسرائيلي ووقف الاعمال الاستيطانية وبناء الجدار ووقف العقوبات الجماعية". وجدد مطالبة حكومة"حماس"بإقرار التزامات السلطة. وحسب دحلان الذي شارك في جزء من اللقاء، فإن أبرز نتائج هذه الزيارة هو تفهم رايس الرفض الفلسطيني لفكرة الدولة ذات الحدود الموقتة. وقال للصحافيين عقب اللقاء:"بحثنا اموراً عدة أبرزها تمسكنا بعدم الاقتراب من الفكرة الاسرائيلية - الاميركية بإقامة دولة ذات حدود موقتة لأنها تعني القضاء على الحل النهائي مسبقا". واضاف:"المفيد ان رايس تفهمت موقفنا، وفهمت اننا لن نتعاطى مع طروح الدولة ذات الحدود الموقتة". واعتبر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد"ان رايس لم تحمل في زيارتها اي شيء وحاولت ان تروج لفكرة الدولة الموقتة وهي مسألة مرفوضة"، وذلك في نفي جديد من"حماس"لما تردد عن مشروع من هذا النوع أعده مستشار الحكومة احمد يوسف بالتعاون مع جهات اوروبية واسرائيلية. وفي الاردن، دعا الملك عبدالله الثاني خلال استقباله رايس مساء امس الولاياتالمتحدة الى الدفع بقوة نحو إطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال وتعيش بأمان إلى جانب إسرائيل. وأكد أن مرور الوقت من دون إحراز تقدم فعلي وواقعي مبني على خطوات محددة لتفعيل تنفيذ خطة"خريطة الطريق"في المستقبل القريب لن يؤدي إلا إلى اتساع دائرة العنف. وشدد على أن إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بناء على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية سيكون المفتاح لإيجاد إطار يعالج جوانب الصراع العربي - الإسرائيلي على جميع الجبهات. وقال إن الهدف من مفاوضات السلام يجب أن ينصب على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة، داعياً الولاياتالمتحدة إلى مساعدة السلطة الفلسطينية، ما يسهم في إيجاد شريك فلسطيني قوي وقادر على المضي قدماً في العملية السلمية.