اجرى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل الى عمان امس في زيارة قصيرة الهدف منها تنسيق المواقف الاردنية - الفلسطينية عشية المحادثات المنتظرة مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي وصلت الى المنطقة مساء امس. واكد مصدر اردني ل"الحياة" ان العاهل الاردني ابلغ عباس عدم رضاه عن اسلوب الرئاسة الفلسطينية وحركة"فتح"في التعامل مع مبادرته لجمع عباس ورئيس وزرائه اسماعيل هنية في لقاء مصالحة في عمان. واكد المصدر ان العاهل الاردني عاتب ضيفه عباس على رفضه المبادرة الاردنية رغم انها اطلقت في لقاء سابق له في القصر الملكي حيث ابدت عمان عدم ارتياحها للانباء التي تحدثت عن ترتيبات جارية لعقد لقاء بين عباس وخالد مشعل في دمشق قريبا. وحاول عباس في حديثه الى الصحافيين عقب اللقاء التخفيف من اهمية زيارته المرتقبة الى دمشق ولقاء خالد مشعل وقال:"لا يوجد ترتيبات حتى الآن او تحديد لمواعيد او لقاءات مع خالد مشعل وسننتظر الاسبوع المقبل لتحديد ذلك". وبرر عباس عدم تلبيته دعوة العاهل الاردني للحضور الى عمان مع هنية لاجراء محادثات مصالحة قائلا:"نظرا للظروف الداخلية الفلسطينية الصعبة والحراك الوطني الفلسطيني الرامي الى الوصول لتوافق حيال العديد من القضايا فان من الصعب عقد لقاء في عمان مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في المستقبل القريب". واضاف عباس:"لا بد من تهيئة الظروف الداخلية الفلسطينية قبل عقد مثل هذا اللقاء لتحقيق النتائج المرجوة منه". واكد بيان الديوان الملكي ان العاهل الاردني استعرض مع عباس الجهود المبذولة عربياً ودولياً لتذليل العقبات التي تعترض اطلاق العملية السلمية وصولا الى خطوات محددة وملموسة على ارض الواقع تفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. وطلب الملك عبدالله الثاني ان تنصب اولوية الشعب الفلسطيني بجميع فئاته في هذه المرحلة على تغليب مصلحة الشعب الفلسطيني على كل الاعتبارات من خلال تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية حتى يتمكن المفاوض الفلسطيني في عملية السلام من المضي قدما على طريق استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية وصيغة حل الدولتين. واكد العاهل الاردني ان مبادرة السلام العربية تعد اطارا عمليا ومنطقيا لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي الذي يعد جوهر الصراع في المنطقة وصولا الى حل يعالج الصراع العربي - الاسرائيلي بجميع ابعاده. ودعا الملك الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى أخذ زمام المبادرة واستغلال الزخم السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط خلال الايام المقبلة مع جولة وزيرة الخارجية الاميركية وصولا الى نتائج ايجابية خلال الفترة المقبلة تخدم تطلعات شعوب المنطقة في احلال سلام عادل وشامل يضمن الامن والاستقرار للجميع. من جهته، اطلع عباس العاهل الاردني على تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية اخيراً وعلى المساعي التي تبذلها القيادة الفلسطينية لحل الخلافات الداخلية للوصول الى توافق وطني، مشيرا الى ان الجهود مستمرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ببرنامج قادر على انهاء الحصار. وقال عباس للصحافيين ان محادثاته مع الملك عبدالله الثاني انصبت على"زيارة وزيرة الخارجية الاميركية واهمية تنسيق المواقف العربية لأن من المهم التحدث بلغة ومضمون واحد". واكد عباس ضرورة"التركيز على كيفية البدء بمفاوضات للوصول الى حل النهائي". وحول الحوار الفلسطيني - الفلسطيني قال عباس انه سينطلق من غزة من خلال لجنة المتابعة وسيبدأ اليوم الاحد ولمدة اسبوعين.