أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي مصطفوي أن جنود البحرية البريطانية ال15 الذين اعتقلتهم طهران في شمال الخليج قبل أيام، يخضعون حالياً "للاستجواب"، لافتاً إلى ان القضية "تأخذ مجراها القانوني وعليهم تقديم إيضاحات عن انتهاكهم" لمياهنا الإقليمية. في غضون ذلك، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان سفير بريطانيا في طهران التقى مسؤولين إيرانيين أكدوا له ان الجنود البريطانيين الخمسة عشر الذين أسرتهم إيران في الخليج، في"صحة جيدة". وأوضح الناطق ان خلال تلك المحادثات التي أتت بمبادرة من لندن"أصر السفير جيفري ادامز على معرفة مكان المعتقلين لإجراء اتصال قنصلي معهم وللاطلاع على ما يطلبه الإيرانيون في مقابل الإفراج عنهم". وأطلقت الحكومة البريطانية حملة اتصالات واسعة النطاق مع الدول الخليجية الصديقة للمساعدة في سرعة الإفراج عن البحارة. واتصلت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أول من أمس بنظيرها الإيراني منوشهر متقي وحضته على الإفراج الفوري عن الموقوفين، مشددة على انهم لم ينتهكوا المياه الإقليمية الإيرانية. كذلك اتصل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بمتقي وطالبه بإطلاق سراح البحارة البريطانيين الذين أكد انهم"احتجزوا في المياه الإقليمية العراقية". وفي مقابلة مع صحيفة"ذي اندبندنت"، انتقد القومندان اريك هورنر نائب قائد الفرقاطة الأميركية اندروود التي تعمل حالياً في مياه الخليج عدم مقاومة الجنود البريطانيين ال15 للقوات الإيرانية التي اعتقلتهم في مياه الخليج, وأكد ان البحارة الأميركيين كانوا دافعوا عن أنفسهم لو تعرضوا لحادث مشابه. استياء في غضون ذلك، اعتبرت الصحافة الروسية أمس ان قرار الأممالمتحدة الذي يفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران يضاعف الضغط الدولي على طهران ويمهد لعملية عسكرية وشيكة، في وقت أعرب البيت الأبيض عن خيبة أمله لإعلان إيران خفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رداً على تشديد العقوبات. جاء ذلك فيما رأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك ان العقوبات"يمكن العودة عنها"وأنها تشكل"إشارة جديدة إلى الحكومة الإيرانية وكنا نأمل أن تُفهم بالشكل الصحيح". وقال ان موسكو تأمل في"ألا يعيق القرار 1747 التعاون بين موسكووطهران"، مشيراً الى ان روسيا أكدت في مجلس الأمن على ان الحظر المالي المفروض لا يتعلق بالعقود الموقعة في السابق ومصادر تمويلها. وأوضح مصدر روسي مطلع تحدثت إليه"الحياة"ان قرار تجميد حسابات تابعة لشركات إيرانية لن يمس حالياً المصالح الروسية على رغم ان عدداً من تلك المصارف يجري عمليات مالية لخدمة مشروع بناء محطة"بوشهر". في غضون ذلك، رجحت جهات روسية دخول علاقات موسكووطهران مرحلة فتور ربما تستمر لفترة طويلة بسبب تأييد موسكو القرار الدولي ضد إيران. وشدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ميخائيل مارغيلوف على أن رد الإيرانيين على القرار الدولي يعزز الشكوك في ان أهداف البرنامج النووي الإيراني لا تقتصر على الاستخدام السلمي للطاقة. وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في موقعه الالكتروني:"إيران لن توقف توجهها النووي السلمي والمشروع ولو لثانية واحدة من اجل مثل هذا القرار غير المشروع"، فيما قال الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام ان قرار مجلس الأمن سيؤثر في تعاون إيران مع الوكالة في إطار ما يسمى"الترتيبات التكميلية"والتي تقتضي أن تعلن طهران عن خطط بناء منشآت جديدة ذات صلة بالنشاط النووي. وحذر قائد القوات البحرية للحرس الثوري مرتضى سفاري الولاياتالمتحدة من شن هجوم على إيران، بعد يومين من تشديد الأممالمتحدة العقوبات المفروضة على إيران. وقال:"إذا بدأت أميركا حرباً ضد إيران فلن تكون من سينهيها"، مضيفاً:"لن يسمح شعبنا بدخول جندي أميركي واحد الى بلادنا". ضربة وشيكة في غضون ذلك، عنونت صحيفة"كومرسانت"الاقتصادية"تحدي إيران، القوى الكبرى تستعد لإجلاء مواطنيها من إيران". وأضافت:"أمام طهران شهران لإنهاء برنامجها النووي الحساس، لكن لا أحد يعتقد بأنها ستلتزم هذا التحذير". وتابعت ان"هذين الشهرين هما مهلة لم تمنحها القوى الكبرى لإيران التي ستواصل أجهزتها للطرد المركزي عملها، بل لنفسها بغية الاستعداد معنوياً ومادياً لفك الارتباط". واتهمت"كومرسانت"الولاياتالمتحدة بتصعيد الأزمة، ورأت ان"ظهور زعيم مثل محمود احمدي نجاد في إيران لم يكن ممكناً لولا خطاب قاس مناهض لإيران من جانب جورج بوش"، مؤكدة ان عملية عسكرية ضد إيران باتت"وشيكة". الى ذلك، أفادت صحيفة"روسيسكايا غازيتا"الرسمية ان صدور قرار الأممالمتحدة"أطلق آلية ضغط دائم على إيران". وأضافت:"حتى لو استبعدت العقوبات اليوم اللجوء المفترض الى القوة ضد نظام آية الله، ثمة مخاوف من ان تبرز هذه المسألة على جدول الأعمال عاجلاً أم آجلاً"، في حين"ترفض طهران البحث عن تسوية". جند الله على صعيد آخر، أعلن مسؤولون باكستانيون أن أجهزة الأمن عثرت على ثلاثة عناصر من الشرطة الإيرانية خطفهم متمردون من مجموعة"جند الله"المتطرفة في شباط فبراير الماضي في بلوشستان, وسلموا إلى السلطات الإيرانية. وقال مسؤول في أجهزة الأمن الباكستانية في كويتا عاصمة بلوشستان أن"أجهزة الأمن عثرت على الرجال الثلاثة في بوليدا"قرب الحدود الإيرانية. وأضاف المسؤول:"هاجمت قوات الأمن بناء على معلومات استخباراتية منزلاً عثرت فيه على الثلاثة مكبلي الأيدي والأرجل". وتابع:"قالوا إن الشرطي الرابع قتل قبل بضعة أيام لكنهم يجهلون مكان جثته". ولم تعثر قوات الأمن على الخاطفين، بحسب المسؤول.