دعا وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي القوى الغربية أمس إلى عدم رفع مسألة الخلاف حول الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، لأن المحادثات مع روسيا حول تسوية محتملة تحتاج إلى"مزيد من الوقت". وقال متقي:"الاقتراح الروسي لا يزال قيد الدرس، ثمة بنود اتفقنا عليها مثل زيادة عدد الشركاء، وندرس البند المتعلق بالمكان أو الأمكنة". وزاد:"الجولة الثانية من المحادثات حول الاقتراح الروسي الذي يحتاج إلى مزيد من الدرس من جانب الخبراء، ستعقد في 16 شباط فبراير في موسكو"، لافتاً إلى أنه"ندرس الاقتراح بجدية، إذ يجب أن يكون مقبولاً ليشكل حلاً للمسألة النووية، نحتاج إلى مزيد من الوقت، ينبغي أن نواصل الحوار المكثف حتى اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آذار مارس". ويشكل الاقتراح الروسي تخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية مخرجاً للازمة المتفاقمة بسبب طموحات إيران النووية، وخصوصاً انه حظي بدعم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. غير أن متقي اعتبر الاجتماع"ينبغي أن يمر"من دون أي خطوة ضد إيران"بهدف التوصل إلى تفاهم مقبول يمهد لاجتماع آذار المقبل". ويأتي ذلك بينما وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على قرار يدين برامج إيران النووية ويؤيد تحويل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي. ودان القرار"فشل إيران المتكرر"في الالتزام بأمانة كاملة بما تتطلبه منها معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي من وقف لأنشطة تخصيب وإعادة تصنيع اليورانيوم. وحض مجلس الشيوخ محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إبلاغ مجلس الأمن بعد اجتماعهم المقرر الخميس المقبل بكل"انتهاكات إيران"لتعهداتها السابقة. كما دعا مجلس الشيوخ الأعضاء الدائمين في مجلس الامن، لا سيما روسيا والصين اللتين لم يتضح موقفهما من فرض عقوبات على إيران، إلى اعتبار أي خرق إيراني للمعاهدات الدولية أمراً يفرض على مجلس الأمن التصرف لحماية الأمن والسلام الدوليين. أما السناتور الأميركي جون ماكين، فرأى انه يتعين على الولاياتالمتحدة الإبقاء على تهديد استخدام القوة ضد إيران ملاذاً أخيراً إذا كانت تريد القوة في النزاع في شأن البرنامج النووي الإيراني. وأبلغ العضو البارز في الحزب الجمهوري لجنة في المنتدى الاقتصادي العالمي أن من الضروري إحالة إيران على مجلس الأمن حتى إذا كان لا أحد يعرف ما اذا كان سيتم فرض عقوبات عليها. وسأل غاريث ايفانز وزير الخارجية الأسترالي السابق الذي كان يجلس بين المستمعين ماكين عما إذا"كنتم سترتكبون الخطأ ذاته مرتين"مشيراً إلى غزو العراق. في غضون ذلك، أفاد الناطق باسم نائب وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد ميلز روبرت زوليك بأن الولاياتالمتحدة والصين لا تزالان متفقتين على ضرورة عدم حصول إيران على أسلحة نووية. وكرر الرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس ان اللجوء الى القوة العسكرية ضد ايران يشكل"خياراً"لكنه"الخيار الأخير". ورأى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن إيران فرصتها ضئيلة لتجنب الإحالة على مجلس الأمن، ما لم تغير موقفها من تخصيب الوقود النووي. واعتبر الإيرانيين"مستعدين لمحاورة"المجتمع الدولي عشية اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مكرراً أن لا لجوء إلى"الخيار العسكري"ضد إيران. لكن سترو لم يذكر بطريقة مباشرة إن كان ما زال يتوقع أن تتخذ الوكالة الدولية قراراً في شأن الإحالة هذا الأسبوع، وهو احتمال تراجع في الأيام الأخيرة بسبب تحفظات روسية وصينية. لكنه اعتمد لهجة مخففة حيال برنامج ايران النووي حين قال ان المحادثات في شأن هذا البرنامج يجب ان تسفر عن تسوية تسمح لإيران بالحفاظ على كرامتها الوطنية. وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية أن مفاوضين أوروبيين سيلتقون غداً في بروكسيل جواد واعدي الرجل الثاني في فريق المفاوضين الإيرانيين. والتقى سترو صباح أمس في دافوس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي. وفي برلين، تحدث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن احتمال فرض"عقوبات اقتصادية"على طهران. وقال لصحيفة"دير شبيغل":"لن يكون ذكياً استبعاد العقوبات الاقتصادية، وعلى إيران ألا تقلل من أهمية حاجتها إلى التعاون التقني والاقتصادي مع الدول الغربية". لكنه لم يحدد الجهة التي ستقرر تلك العقوبات وضمن أي إطار. وذكر أن ألمانيا لا تزال تعطي الجهود الديبلوماسية أولوية في هذا الملف. ويأتي ذلك بينما أعلنت نيودلهي دعمها اقتراح موسكو. "وثائق" عن تفجيرات الأهواز داخلياً، جددت إيران اتهامها بريطانيا بالضلوع في دعم"مجموعات إرهابية"تقف وراء التفجيرات الأخيرة التي هزت مدينة الأهواز في إقليم خوزستان جنوب غربي البلاد، وتسببت في مقتل 8 أشخاص وجرح 46 آخرين. ونفى وزير الأمن محسن ايجيئي التوصل إلى قرار حول إمكان إقفال السفارة البريطانية، في حين أعلن وزير الخارجية متقي استعداد وزارته لوضع ما تملك من وثائق عن تورط بريطاني في الهجمات، في يد الجهات البريطانية المتخصصة.