سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشعل يؤكد في لقاء عاجل مع سعود الفيصل ان "حماس" ستلتزم الاجماع العربي في القمة . رايس التقت عباس وقاطعت جميع الوزراء وشددت على فرض قيود على التحويلات المالية
حملت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في زيارتها لمدينة رام الله امس اشارتين سلبيتين للفلسطينيين، اذ ابلغت الرئيس محمود عباس قبل وصولها انها لن تلتقي اياً من اعضاء الحكومة، بمن فيهم غير المنتمين الى حركة"حماس"مثل وزير المال سلام فياض ووزير الخارجية زياد ابو عمرو، كما ابلغته ان ادارتها ستواصل فرض القيود على التحويلات المالية لهذه الحكومة. بموازاة ذلك، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل خلال اجتماع عاجل عقده مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في الرياض ان حركته"ستدعم وتقف مع الإجماع العربي الذي سيصدر عن قمة الرياض في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية". راجع ص 5 وللمرة الاولى خلال زياراتها العشر للمنطقة منذ توليها منصبها، لم تلتق رايس فياض. وقال مصدر في حاشيتها ان اللقاءات مع فياض في هذه المرحلة تنحصر بالقنصل الاميركي العام في القدس جاكوب والاس، وفي حال حدث تطور، سيلتقيه مسؤولون على مستوى اعلى، مثل مبعوثي البيت الابيض. وعلى المسار السياسي، لم تحمل زيارة رايس اكثر من استكشاف فرص عقد لقاء بين عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الشهر المقبل، وعرض فكرة تشكيل لجنة عربية تشارك مع اللجنة الرباعية كمظلة للعمل على تفعيل مبادرة السلام العربية. وكان المبعوث الاميركي ديفيد ويلش ابلغ عباس اثناء قدومه لرام الله قبل يومين للتحضير لزيارة رايس، ان اولمرت في وضع ضعيف ولن يكون بمقدوره الانخراط في مفاوضات الوضع النهائي. ونصحه بالعمل على اطلاق الجندي الاسير غلعاد شاليت، والعمل على وقف اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل من اجل ما اسماه تمكين اولمرت من التحرك للحديث حول المستقبل. في هذا السياق، اعلن عباس في المؤتمر الصحافي المشترك مع رايس ان الجندي الاسرائيلي"حي وفي وضع جيد"، مؤكدا ان عدم تدخل السلطة للافراج عنه يأتي بهدف الحفاظ على حياته. واشار الى ان الحديث عن اطلاق شاليت يجب ان يترافق مع الحديث عن اطلاق الاسرى الفلسطينيين. وقال ان المبادرة العربية وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى تفعيل، نافياً ان يكون تلقى طلبات من اي جهة لتعديل مبادرة السلام العربية والغاء البند الخاص بحق العودة للاجئين. وقال:"هذه الزيارة لرايس وغيرها من الزيارات، تأتي في إطار الجهد المتواصل المبذول من الرئيس جورج بوش والإدارة الأميركية من أجل البحث عن حل سياسي واستكشاف الأمور تمهيداً لتطبيق رؤية إقامة دولتين دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل". واضاف:"لقد تطرقنا إلى قضايا النشاطات الاستيطانية التي تتم بشكل مستمر وتعطل عملية السلام، وعن قضية شاليت والجهود التي تبذل من أجل إطلاقه، وبالتأكيد الحديث عن الأسرى الفلسطينيين ... وعن التهدئة العامة في مناطق الضفة الغربيةوغزة، أي التهدئة المتبادلة مع الإسرائيليين". من جانبها، اعربت رايس عن املها في وضع جدول اعمال مشترك بين الفلسطينيين والاسرائيليين يؤدي في النهاية لاقامة دولة فلسطينية. وقالت ان الاسلوب الذي تتبعه بالحديث مع الطرفين بالتوازي هو الافضل. وكانت رايس وصلت الى رام الله قادمة من اسوان في مصر حيث اعتبرت عقب لقائها الرئيس حسني مبارك ان الفرصة سانحة الان للتحرك نحو تسوية نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين والدفع باتجاه حل على اساس دولتين، نافية أن تكون الإدارة الأميركية اقترحت أي تعديل على المبادرة العربية للسلام. من جانبه، شدد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط على أنه"لا يمكن أن يطرح الطرف العربي اقتراحا، ثم يقوم بتعديله قبل أن يتناول الأمر مع الطرف الآخر"، مضيفا ان"المبادرة هي أداة لبدء المفاوضات، وهي تطرح لكي يأخذها الجانب الإسرائيلي ويتعامل معها، ثم ننطلق في المفاوضات، ونثق بأنه للتوصل إلى سلام يجب أن تكون هناك مفاوضات لأن هناك الكثير من المسائل المطروحة للتوصل إلى صلب المبادرة". وكان مقررا ان تجتمع رايس مع الامين العام للامم المتحدة الذي التقى عباس في رام الله امس، وحض اسرائيل امس على قبول عباس شريكا للسلام، مضيفا:"علينا ان نجد حلا سياسيا لهذا النزاع المؤلم". واعتبر ان اولويات الحكومة الفلسطينية يجب ان تكون ايجاد استقرار للوضع الداخلي في غزة، واطلاق شاليت، وترسيخ وقف اطلاق النار مع اسرائيل. وقال:"رسالتي الى اسرائيل وللعالم من هنا من رام الله، هي انني مقتنع بأن الرئيس عباس مستعد"لتحقيق السلام، علما ان اولمرت اتهم في الجلسة الاسبوعية لحكومته امس الرئيس الفلسطيني بالتراجع عن تعهده تأمين شاليت وعن عدم الدخول في شراكة حكومية مع"حماس".