تعرض قاعة "دروب" في القاهرة لوحات للفنان الكبير الراحل صبري راغب، للمرة الأولى، على رغم أنها ترجع إلى الفترة ما بين 1953 و1990. واشتمل المعرض على 34 عملاً تصويرياً لشخصيات نائية، وكان راغب الذي رحل في العام 2000 عن عمر يناهز الثمانين، اهتم خلال تلك الفترة بتسجيل حالات متعددة من الجمال الطبيعي المتمثل في المرأة، والأزهار في أحوالها التشكيلية كافة، في أسلوب تأثيري بالغ الاختصار يذكرنا بالتأثيريين وفي مقدمهم فان غوغ. وصبري راغب صاحب أسلوب اتسم بالخصوصية والحساسية العالية إزاء اللون في مختلف درجاته، ما جعله متمكناً من أدواته، مسيطراً على خاماته الزيتية، مسرفاً في شيء من الفهم لمطلق الأفكار الدافئة. فهو استلهم أفكاره من المكان الذي عايشه وأخذ عنه مفردات إنسانية وحياتية ليست بعيدة عن عالمنا. وله رؤية تشكيلية خاصة حين يرسم شخوصه وشخصياته المتميزة التي تدخل ضمن عالمه الحياتي وتؤثر فيه شخصياً، فيؤثر فيها بتسجيلاته التصويرية التأريخية الدقيقة. ومع أنه ولد عام 1920 غير أنه التحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا في سن مبكرة ثم تركها في الثامنة عشرة لدراسة الرسم العاري في إيطاليا، مثلما نصحه أستاذة أحمد صبري. وعاد إلى مصر عام 1940، ثم سافر إلى إيطاليا مرة أخرى عام 1949، فالتحق بأكاديمية الفنون في روما. ثم عاد الى مصر ليكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة وتبناه الفنان أحمد صبري، حتى تخرج عام 1952قسم التصوير وتفرغ للفن منذ العام 1955 حتى وفاته. ولراغب شهرة واسعة في فن الصورة الشخصية البورتريه، فهو رسم شخصيات شهيرة سياسية، فنية وأدبية مهتماً في تشكيلها بالذات الداخلية لشخصية اللوحة، مهيئاً لها عدداً كبيراً من المعارض الخاصة داخل مصر وخارجها.