الفنان التشكيلي الشاب خالد السماحي تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1993، تميز برسم البورتريه منذ الثالثة عشرة من عمره، ودأب على الاشتراك في المعارض الجماعية والفردية بهذا اللون من الرسم. في معرضه الاخير "محطة قطار" اختار فكرة جديدة اخترق من خلالها حياة البسطاء الذين يجلسون ليلاً في محطة القطار المتجه من القاهرة الى صعيد مصر، فكانت تجربة متميزة. يقول عن المعرض: "اللوحات تصور "محطة قطار قبلي"، في القاهرة، وهي محطة لها طابع مختلف إذ يجلس فيها أناس من صعيد مصر لهم عادات وتقاليد خاصة، حتى انني اشعر وانا اشاهد لوحاتي كأنني استمع الى صوت "الربابة" و"السيرة الهلالية" واشعر انها تشكل خلفية اللوحة. في هذا المعرض اخترت اسلوباً يتسم بالتعبيرية، وهو ما لم اعتده في لوحاتي السابقة، إذ كنت افضل الاسلوب الكلاسيكي". ويقول السماحي أنه عاش مع رواد المحطة وجلس معهم على الرصيف وكوّن صداقات، ومن خلال تلك التجربة حاول ان يخرج بفن يعبر عنهم وعن حياتهم، ويضيف: "بدأ عملي في هذه اللوحات قبل عشر سنوات، وهناك "اسكتشات" تعود الى عام 1991، اما اللوحات الزيتية فأنجزتها بين عامي 1999 و2000. ويعتز السماحي بلوحات "محطة قطار" فكل لوحة على حد قوله لها موقف: "واتذكر الشخصيات التي رسمتها بالاسم، وكل خطوة في المحطة ارى لوحة، ولي ذكريات جميلة في هذا المكان، إذ كنت امكث فيه من الثانية عشرة منتصف الليل الى الثالثة صباحاً وقت وصول قطار "الصحافة" وهو قطار من الدرجة الثالثة يستقله أولئك البسطاء من الناس، الذين ينتظرون في البرد القارس، لتوفير جنيهين هما الفرق بين كلفة السفر بالدرجة الثانية والدرجة الثالثة، وهذا يذكرني بفنان كان يعيش حياة الكادحين هو "فان غوغ" الذي رسم لوحة "آكلو البطاطا" إذ عاش مع الفقراء الذين يعملون في المناجم وكان يأكل معهم البطاطا ويرسمهم، فترى اللوحة وتشعر باحساس هذا الفنان بمن عايشهم. وعن خططه المستقبلية يقول: انتقل الى بيوت اولئك، البسطاء في "الصعيد" افكر ان اذهب الى النجوع والقرى واعيش معهم، وارسم حياتهم اليومية في المقاهي والحقول.