غلب الطابع التشاؤمي على المواقف من الأزمة اللبنانية أمس. واعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية محمد رعد أن "الفريق الحاكم يتوهم انه يستطيع إنتاج سلطة في لبنان وفق رغباته بعدما عطل رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، ويمكن القول انهم أغبياء وحمقى وليسوا واهمين فحسب"، معتبراً أن "لا خيار إلا الشراكة الحقيقية في حكومة وحدة وطنية لا تلغي أحدا ولا تتبنى مشروع أحد بالكامل". ورأى رعد خلال احتفال تأبيني في عنقون أمس، أن"الذين غدروا ومكروا وتآمروا وتواصلوا حتى مع الأميركيين والإسرائيليين أثناء حرب تموز يوليو لم نفكر بإلغائهم ولا شطبهم من خريطة التفاهم السياسي"، وقال:"وصل بهم الأمر، نتيجة قبولهم بالمشروع الأميركي الذي يرفض أي صيغة ممانعة إلى أن يقولوا بتعديل عقيدة الجيش اللبناني، لأن هذه العقيدة التي ترتكز على ثوابت وطنية لا تزال تعتبر أن إسرائيل هي العدو". وأضاف:"هذا المشروع مشروع ثقافي أيضاً، والجميع يذكر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مؤتمر الخرطوم انه مانع ذكر اسم المقاومة في البيان الختامي، وكل ذلك حتى ينسى الناس شيئاً اسمه الممانعة والمقاومة، وهذا ليس من عند السنيورة بل هو من اصل المشروع الذي يعمل بموجبه الرئيس السنيورة، وحتى الفريق الذي يحسب عليه لا يعبر عن توجهه، بل هناك تناقضات وتباينات"، مشيراً إلى أن"الشيخ سعد الدين الحريري يحاور رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويلتقيان معاً على نقاط كثيرة من التفاهم ويرفضها الرئيس السنيورة كما يرفضها الآخرون في الفريق الحاكم نفسه. كما ان المملكة العربية السعودية وملكها وضعا ثقلهما لإنجاح الحوار الثنائي بين الرئيس بري والنائب الحريري كممثلين لفريقي الموالاة والمعارضة لكن يأتي من يصر من حلفاء سعد الحريري على القول اننا لا نقبل بإعطاء المعارضة 11 وزيراً مقابل 19 في حكومة الوحدة الوطنية". وقال رعد:"اذا كنتم تريدون محكمة ذات طابع دولي لكشف حقيقة من قتل الرئيس رفيق الحريري، فقد تم التوافق عليها، ولكن لماذا لا تعطون 11 مقابل 19 وزيراً في الحكومة"، معتبراً"أنهم يظنون ويتوهمون انهم يأخذون بيد سعد الحريري إلى حيث يريدون، لكن فريق سعد الحريري أكبر من أن يأخذ من هؤلاء الصغار ولن يكون لبنان الا عربي الهوى والانتماء والهوية". وسأل رعد:"على ماذا يراهنون؟ هل على ضربة اميركية لإِيران؟ وما الذي يؤشر الى وضعنا في لبنان؟ نحن الذين قاومنا السلاح الاميركي المتطور الذي استخدمه الاسرائيليون في حرب تموز وأعتقد بأن الإيرانيين يملكون من القدرات والإمكانات والتقنية والخبرة والقدرة على الصمود اعلى بكثير مما لا يقاس الى قدراتنا في لبنان، ومن يظن ان المنطقة يمكن ان تستقر أو تراهن على رد فعل شكلي من الإيرانيين اذا تم الاعتداء على منشآتهم النووية أيضاً، يقع في خطأ حسابات كبير قد يؤثر في كل مصالحه وفي كل البنية السياسية التي تقوم في المنطقة". ولفت الى أن"المرحلة في الداخل هي مرحلة انتظار ونحن امام استحقاقين وربما بعض الفريق الحاكم ينتظرهما، وهو ان يتم ترتيب الموضوع بعد القمة العربية ومنع اي امكانات وأي مصالحات اقليمية تحصل بين سورية والسعودية وطبعاً مستندين في ذلك الى التدخل الأميركي الضاغط والمانع من احداث مثل مصالحات كهذه، وأيضاً ما يمكن ان يصدر في العاشر من الشهر المقبل من اجتماع اسطنبول المخصص للعراق وما يحصل فيه من التزامات ومفاوضات وتعهدات أيضاً تنعكس سلباً او ايجاباً على الساحة اللبنانية"، مؤكداً أن"الحل اللبناني صناعته لبنانية، لكن قد تأتي العوامل الخارجية مساعدة للحل أو مخربة له". ونبه رعد"إلى ان الفريق الحاكم سيعمد في الفترة المقبلة الى استعراض جديد لإعطاء صورة تنقل عبر الأقمار الإِصطناعية الى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة يوهمون فيه هذه المؤسسات الدولية بأن مجلس النواب معطل ومخطوف وان لا سبيل لإقرار المحكمة الدولية وفق ما يريده الاميركي الا من خلال قرار جديد من مجلس الأمن يعتبر عدم ضرورة توقيع رئيس الجمهورية ولا تمرير المحكمة وفق القنوات الدستورية في لبنان"، مختتماً:"اذا اعتقدوا بأنهم يستطيعون اعادة انتاج سلطة في لبنان فاسمحوا لي، يكونون أغبياء وحمقى وليسوا واهمين فحسب". ورأى عضو الكتلة نفسها حسن فضل الله"انه من دون مشاركة كاملة داخل الحكومة من خلال الثلث الضامن الكامل لا يمكن أن ندخل إلى الحل السياسي في لبنان، وان هذه الأزمة تبقى مفتوحة على خيارات متعددة تتحمل السلطة المسؤولية في المسار الذي تسلكه هذه الخيارات. وأكد عضو كتلة"التحرير والتنمية"النيابية علي بزي في لقاء مع كوادر حركة"أمل"في إقليم التفاح أمس، أن"بعض المتوترين والمتطرفين والمتضررين من أي حل داخل قوى 14 آذار ماضون في نسف وتعطيل أي إمكان للوصول إلى تسوية سياسية بعدما رصد هؤلاء أن هناك تقدماً في اتجاه الحل من خلال اللقاءات التي جمعت الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري"، مؤكداً أن"ممر الدخول الإلزامي إلى مجلس النواب يكون عبر الالتزام بالأصول والإجراءات والآليات والمواد الدستورية". ورأى عضو تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي إبراهيم كنعان أن الحوار بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري"قائم على ثلاث ركائز أساسية وهي: الحكومة والمحكمة وقانون الانتخابات، الذي أضافه العماد ميشال عون على الحوار لأهميته وبعده اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً، وبالتنسيق مع البطريرك الماروني نصر الله صفير حتى لا يتم استفراد المسيحيين كما في السابق"، معتبراً"أن الديموقراطية تتحصن والإصلاح يتم من خلال الشراكة الحقيقية التي تكون بتمثيل حقيقي". وأشار كنعان في حديث تلفزيوني أمس، إلى"أن أجواء الحوار الأخير كانت مهيأة للوصول إلى تسوية عبر التقارب السعودي - الإيراني من جهة أولى، والتقارب السوري - العراقي من جهة ثانية، خصوصاً أن التسوية في المنطقة لها انعكاسها الإيجابي على الداخل". وعن تمثيل لبنان في القمة العربية بوفدين، اعتبر كنعان"أن الدستور واضح، والدعوة واضحة وهي موجهة إلى رؤساء الدول واللغط الحاصل مرده سياسي، لأن تشكيل الوفد في هذه الحال هو من صلاحية رئيس الجمهورية"، مشدداً على"ضرورة الفصل بين المزاج السياسي وما بين الأصول الدستورية، وعدم نقل الخلافات الداخلية إلى الخارج". وشن رئيس"الحزب الديموقراطي اللبناني"الوزير والنائب السابق طلال ارسلان هجوماً على الحكومة وقوى الأكثرية. وقال:"إن رئيس الطغمة الانقلابية التي تنتحل صفة الحكومة بدعم قوي من إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا، هو آخر من يحق له الحديث عن احتلال الشعب للأملاك الخاصة والعامة، لأن رئيس المجموعة الانقلابية بادر إلى العصيان على الدستور ثم احتلال السراي الحكومية، ما دفع بالشرائح الواسعة من الشعب اللبناني للنزول إلى الشارع".