تراجعت أجواء الاحتقان السياسي التي نجمت عن الحملات السياسية التي شنتها قوى سياسية ممثلة في الحكومة على رئيسها فؤاد السنيورة، على خلفية انعقاد مجموعة العمل الدولية لدعم الاقتصاد اللبناني في نيويورك بدعوة من الولاياتالمتحدة الأميركية. في غضون ذلك، قامت السلطات اللبنانية أمس بترحيل 22 ضابطاً فلسطينياً ينتمون الى كل من"فتح - الانتفاضة"والجبهة الشعبية ? القيادة العامة كانوا تسللوا الى لبنان عبر الحدود مع سورية قبل أيام. وقالت مصادر رسمية انه جرى ترحيل هؤلاء الى سورية لأنهم كانوا يحملون بطاقات سورية. وأجرى السنيورة بعد رفضه الحملة عليه وتصريحات التشكيك بإمكان تقديمه أثماناً سياسية مقابل الدعم الاقتصادي للبنان، اتصالات بالقوى السياسية كافة خصوصاً الممثلة في الحكومة واجتمع الى وزراء"حزب الله"و"اللقاء النيابي الديموقراطي"الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط إضافة الى وزراء آخرين لشرح حقيقة ما جرى في اجتماعات نيويورك. وكان السنيورة أجرى اتصالات مع رئيسي الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري الذي كان تصدر الحملة على السنيورة وأطلعهما على محادثاته مع الولاياتالمتحدة الأميركية، مشيراً الى ان لا صحة للمخاوف من ان شروطاً ستفرض على لبنان مقابل دعم المجتمع الدولي له اقتصادياً. وأكد السنيورة الذي اتصل ايضاً بالبطريرك الماروني نصرالله صفير، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان، ان موقف لبنان من قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 الذي يتناول سلاح المقاومة معروف ومتروك للحوار الداخلي وهو من الثوابت وكذلك القرار 1595 المتعلق بالتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكان رئيس كتلة"تيار المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري الذي كان حذر من استدراج البلاد الى أزمة على أبواب التقرير الدولي في جريمة اغتيال الحريري، أجرى اتصالات مع بري وجنبلاط، ما ساهم في تبريد الحملة خصوصاً انه أكد وقوفه الى جانب السنيورة رافضاً الحملة عليه. وعلمت"الحياة"ان بري ابلغ السنيورة انه لم يكن يقصد التشكيك واقتنع بري بالشرح الذي قدمه اليه رئيس الحكومة، الذي اتصل أيضاً بالأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله للغرض نفسه. وفي الاجتماع مع الوزراء الذين التقاهم عرض السنيورة للنص الحرفي لتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، مشيراً الى انها فهمت خطأ من قبل قيادات"أمل"و"حزب الله"والحزب التقدمي الاشتراكي التي طالبت بالرد عليها. وأبدى الوزراء تفهمهم لموقف السنيورة. وتتوقع مصادر رسمية ان تنحسر أجواء الحملات التي كانت سادت خلال الايام الماضية، كلياً خلال اليومين المقبلين وخلال الجلسة النيابية التي دعا اليها بري من أجل الرد على 3 أسئلة نيابية موجهة الى الحكومة حول قضايا صحية وادارية، فيما كان السنيورة أبلغ بري استعداده لأن يشرح للبرلمان تفاصيل محادثاته في أميركا.