اكدت مصادر مطلعة في هيئة المصالحة الوطنية ل "الحياة" وجود محادثات بين ممثلين عن الحكومة العراقية وممثلين عن جماعات مسلحة تركز على"حشد جهود التنظيمات المسلحة لحرب طويلة على تنظيم القاعدة"في البلاد. وقال كريم البخاتي، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ل "الحياة" "ان مجموعة من اعضاء هيئة المصالحة، بينهم وزير الحوار الوطني اكرم الحكيم ومسؤول لجنة العشائر في الهيئة العليا للمصالحة الوطنية سامي عزارة المعجون، بدأت محادثات مكثفة مع عدد من زعماء العشائر وممثلين عن تنظيمات مسلحة عراقية لضمهم الى التكتل العشائري القائم حالياً لمحاربة تنظيم القاعدة في البلاد"، لافتاً"الى سرية المحادثات الجارية وعدم امكان الافصاح عن الفصائل المشاركة فيها ضماناً لنجاح المهمة". من جانبه اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في وزارة الدولة لشؤون الحوار الوطني سعد المطلبي المحادثات التي جرت مع ممثلي تنظيمات مسلحة"خطوة ايجابية لتعزيز سلطة القانون والقضاء على تنظيم القاعدة في البلاد". وقال ل"الحياة"ان"استجابة بعض الفصائل المسلحة الرئيسية يُعد بداية النهاية لتنظيم القاعدة"، مشيراً الى ان"الجرائم التي ارتكبها الاخير بقتل الابرياء في المناطق التي احتضنت التنظيم كانت سبباً رئيساً دفع الجماعات المسلحة الى اعادة النظر في مواقفها والاستجابة لنداءات الحكومة والعشائر التي تنتمي اليها تلك التنظيمات للانضمام الى الحرب ضد تنظيم القاعدة". ولفت فالح الفياض، عضو الهيئة العليا للمصالحة وأحد الاطراف المشاركة في حشد العشائر العراقية ضد تنظيم"القاعدة"، الى عقد لقاءات سرية بين ممثلين عن فصائل مسلحة عراقية واطراف حكومية، وقال ل"الحياة"ان"الحكومة لن تفصح عن هوية الاطراف والتنظيمات المسلحة المشاركة في المحادثات لحين التوصل الى اتفاقات نهائية حول القضية وضمان نضوج المشروع"، لافتاً الى امتداد الحرب التي تشنها العشائر العراقية ضد القاعدة الى المدن التي تتمركز فيها ومنها محافظة ديالى 50 كلم شمال شرقي بغداد التي نقل التنظيم نشاطه اليها قبل اكثر من عام". وكشف الفياض وجود خطة عمل مشترك بين العشائر والحكومة وجماعات مسلحة من خلال مكتب الاسناد المشترك في محافظة ديالى، وقال ان عشائر المحافظة ستعقد مؤتمراً موسعاً خلال اسابيع قليلة للاعلان عن تشكيل تكتل عشائري مسلح يأخذ على عاتقه محاربة"القاعدة"في المحافظة على غرار"مجلس إنقاذ الانبار"، مشيراً الى وجود تنسيق بين العشائر السنية وبعض الفصائل المسلحة العراقية في المحافظة لمحاربة التنظيم. وكان رئيس"مجلس انقاذ الانبار"الشيخ ستار ابو ريشة اكد ل"الحياة""انضمام مجموعة من الافراد في بعض التنظيمات المسلحة العراقية الى عشائر الانبار في حربها على القاعدة بعد الهجمات الاخيرة التي نفذها التنظيم ضد الاهالي في المحافظة وسقوط ضحايا بينهم"، مشيراً الى رغبة المجلس بتوسيع الحرب ضد"القاعدة"الى مناطق بعقوبة ومنطقة"مثلث الموت"في جنوببغداد.