كشفت دراسة لمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، أن عدد مصانع المنتجات المعدنية المصنعة من الحديد والصلب "بلغ نحو 1725 مصنعاً عام 2005، وتجاوزت كلفتها الاستثمارية 6.5 بليون دولار واستوعبت أكثر من 136 ألف عامل". واعتبرت الدراسة صناعة الحديد والصلب من أهم الصناعات التحويلية المؤثرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية،"إذ تشكل الركيزة للصناعات الثقيلة وقاعدة التصنيع الأساسية، وباتت تشكل مقياساً مهماً لمعرفة مدى تقدم المجتمعات في عصرنا الراهن وتطورها، الى درجة أن معدل استهلاك الفرد من منتجات الحديد والصلب أصبح واحداً من المؤشرات المهمة لقياس تطور الدول". ولفتت المنظمة الى أن دول المجلس"بذلت جهوداً كبيرة لتنمية هذه الصناعة منذ بدء المصنع الأول في جدة في إنتاج حديد التسليح عام 1966. وشهدت هذه الصناعة تطورات خاصة في السنوات الماضية، فبلغ عدد المصانع العاملة في دول المجلس 45 في مجال الصناعات الأساسية للحديد والصلب شملت صناعة أسياخ التسليح والمسطحات والأشكال الخاصة والزوايا والسكب". وأشارت الى أن نصف هذه المصانع"موجود تقريباً في السعودية، وتتوزع البقية على دول المجلس بنسب متفاوتة". وأوضحت أن "قيمة استثماراتها بلغت نحو 2.8 بليون دولار مستوعبة نحو 11.6 ألف عامل". تنوع الصناعات المعدنية وأكدت الدراسة أن وتيرة نمو صناعة المنتجات المعدنية المصنعة"تسارعت أيضاً، وتعتمد على المنتجات الأساسية أو الوسيطة للحديد والصلب في مدخلاتها التصنيعية، وتشمل نشاطات كثيرة مثل صناعة الأثاث المعدني وقطع الغيار والأنابيب الملحومة وأجهزة التبريد والتسخين وهياكل ولوازم السيارات وغيرها". ولفتت الى أن دول المجلس"تشهد حركة متسارعة للنهوض بصناعة الحديد والصلب، إذ هناك مشاريع توسع كثيرة قائمة الآن، إضافة إلى تبنّي هذه الدول خططاً طموحة لإقامة مشاريع جديدة، لمواجهة النمو المتسارع في قطاع البناء، وإقامة مشاريع البنية التحتية الضخمة والمجمعات السكنية والسياحية والتجارية الكبيرة". وتوقعت المنظمة أن تصبح دول مجلس التعاون"واحدة من المراكز العالمية المهمة لإنتاج الحديد والصلب في المنطقة في السنوات المقبلة، على على رغم المساهمة المحدودة لهذه الصناعة في الإنتاج العالمي، التي لا تشكل سوى نسبة واحد في المئة". لكن الدراسة اعتبرت أن دول المجلس من المجموعات"الأكثر استهلاكاً لمنتجات الحديد والصلب على المستوى الفردي، إذ بلغت أكثر من 378 كيلوغراماً للفرد سنوياً من الصلب مقابل 182 كيلوغراماً للفرد على المستوى العالمي". كما توقعت الدراسة استمرار"انتعاش السوق المحلية، وازدياد الطلب على منتجات الحديد والصلب نتيجة طرح دول المجلس مشاريع عمرانية وإنشائية ضخمة". ورأت أن ذلك يتطلب من دول المجلس جهوداً إضافية لتعزيز موقعها في مجال هذه الصناعة المهمة، سواء على مستوى السوق المحلية أو المنافسة في الأسواق الخارجية. ورأت أن ذلك"يشكل حافزاً لتوجيه القطاع الخاص وصناديق ومصارف التمويل المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية نحو هذه الصناعة"، مقدرة كلفة المشاريع المخطط تنفيذها في مجال صناعة الحديد والصلب في السنوات الثلاث المقبلة"بما يزيد على خمسة بلايين دولار". وأوضحت أن هذه التوجهات مدفوعة بتأثير عاملين أساسيين يتمثلان في"الطلب المتزايد على منتجات الحديد والصلب الأساسية، والمرجح زيادتها من 15 مليون طن عام 2005 إلى نحو 19.7 مليون طن عام 2008، وتنامي أهمية الاستثمار في هذه الصناعة الإستراتيجية ذات الاستخدامات المتعددة الأهداف".