لعل الأستاذ غسان شربل تنتابه بالفعل هواجس حقيقية وهو يعتذر من المتنبي في مقاله:"نعتذر من المتنبي""الحياة"10 /3/ 2007 ، إذ إن محاولات التخندق الطائفي التي امتدت لتطاول الثقافة والشعر والتاريخ تسبب القلق لدى السواد الأعظم من مثقفي يومنا هذا، غير ان على الأستاذ شربل أن يتذكر صاحب الفضل في مثل هذه المحاولات، وأعني بذلك سيئ الصيت صدام حسين. فقد عمد أركان نظامه إلى تعديل المناهج الدراسية وتشويهها وحذف الكثير من مفرداتها في محاولة من النظام لإنكار فضل مختلف القوميات التي أسهمت في إغناء تراث أمة الإسلام، وجعله يبدو عروبياً خالصاً. فجأة اختفت النصوص والقصائد الرائعة التي كتبها أدباء وشعراء أعاجم مسلمون، كما اختفت إسهامات علمائهم ومثقفيهم من المناهج الدراسية، والأنكى من ذلك حذف قصائد شعراء مثل الجواهري محمد مهدي الذي استشهد به الأستاذ شربل في مقاله المذكور. لهذا فإنني أعتقد أن دعوة البعض إلى تحقيق التوازن ينبغي ألا تصبح مدعاة للتشكيك والانتقاد، بل لا بد من أخذها في الاعتبار، ولا أعني بذلك الدعوات الطائفية الفجة من شاكلة المتنبي السني والفرزدق الشيعي، ولا شك في أن رد الاعتبار الى أبي نواس وابن سينا والجواهري وعبدالوهاب البياتي، وتدريس مفردات التراث الإسلامي الثري للأجيال القادمة من دون تعصب أو حساسيات عرقية أو مذهبية أو سياسية غاية سامية أظن انها تنال استحسان مثقفينا. رعد الجواهري - بريد الكتروني