عنوان كتاب للدكتور سعد بن محمد الموينع، وهو دراسة لأربعة عشر شاعراً، أهَّلهم المؤلف لاستحقاق الصدارة في الشعر العراقي الحديث، وزيَّن بما اختار من أشعارهم جِيْد القصيدة العربية، ومحور هذه المدارسة التي تدور حوله: حياة الشاعر وأغراض شعره. وقد كان في مقدمة هؤلاء الشعراء (محمد مهدي الجواهري 1903 - 1997م) الذي قال عنه بدر شاكر السياب: (لا متنبي بعد المتنبي إلا الجواهري). وقال عنه الشاعر محمود درويش: (الجواهري خليط من المتنبي والبحتري). وقال عن نفسه: كلما حُدِّثت عن نجم بدا حدثتني النفس أن ذاك أنا وهو القائل: أعيذ القوافي زاهيات المطالع مزامير عزاف أغاريد ساجع لطافاً بأفواه الرواة نوافذاً إلى القلب يجري سحرها في المسامع تكاد تحس القلب بين سطورها وتمسح بالأردان مجرى المدامع(1) وكم كنت ألوم الأستاذ الأديب عبد العزيز بن سعد الخراشي على تعلقه بشعر الجواهري، والاستدلال به في كل مناسبة، وتفضيله على فحول الشعراء، حتى تمليت قصائده، وخبرت أساليبها المتميزة ومعانيها الرائعة، فتلاشى هذا اللوم بين أبيات قصائد الشاعر، الذي كان يحلق بخياله المجنح في آفاق المعاني فيصطاد منها شواردها وجيدها. ولقد كان من بين هؤلاء الشعراء الذين وقع عليهم اختيار المؤلف: معروف الرصافي 1875 - 1945م، وبدر شاكر السياب 1926 - 1964م، وعبد المحسن الكاظمي 1866 - 1935م، وعبدالوهاب البياتي 1926 - 1999م. وقد وُفِّق المؤلف بثقافته الواسعة وتخصصه العلمي في اختيار الشعراء، كما وُفِّق بذوقه الأديب وحسه المرهف في اختيار النصوص وانتقائها، ومناقشة معانيها. وقد بدتْ شخصيته في الدراسة من خلال أحكامه النقدية، كاعتراضه على الرافعي حينما قارن بين الكاظمي وشوقي وحافظ إبراهيم ص 128، ونقده بعض أبيات أحمد الصافي النجفي ص 187، ومناقشته المخالفة الشرعية عند محمد مهدي البصير ص 203، وانظر الصفحات 209، 218، 223، 267، وغيرها. ومما ميز عمل المؤلف نسبة جميع القصائد التي أوردها إلى بحورها العروضية وتفاعيلها. ومع حرص المؤلف لم يسلم من الأخطاء المطبعية مثلما جاء في الصفحات 27، 67، 89، 107، 117، 145، وغيرها. وقد كشفت التوطئة التي كتبها الأستاذ الشاعر إبراهيم بن عبد الرحمن المفدى معالم الدراسة، وأثرت موضوعها بدراسة المؤثرات العامة في الشعر العراقي، ورأي الكاتب النقدي في النصوص التي اشتملت عليها هذه الدراسة. وبما أن المؤلف مأذون شرعي لعقد الأنكحة فقد صدر له: (طرائف وأسرار من الحياة الزوجية) و(من عجائب القدر). وكما علمت فإن له كتباً مطبوعة وأخرى مخطوطة، أرجو أن ترى النور قريباً؛ ليستفيد منها القراء. 1 - الدراسة ص 38، 40، 55.