تجري في إسرائيل مناورات عسكرية مع الجيش الأميركي، هدفها حماية الأجواء الإسرائيلية من قصف بصواريخ تحمل رؤوساً غير تقليدية، كيماوية وبيولوجية. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر إسرائيلية وأميركية ان الغرض الأساسي للمناورات التي تشارك فيها وحدتان من الجيشين، مواجهة هجمات سورية وإيرانية محتملة بصواريخ بعيدة المدى. ويأتي ذلك في وقت تسود تكهنات عن ضربة أميركية او إسرائيلية وشيكة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، ومخاوف من رد إيراني على ذلك، بهجمات صاروخية تستهدف إسرائيل. كما يأتي في وقت يستعد مجلس الأمن لتشديد العقوبات على طهران هذا الأسبوع، لفشلها في الامتثال لدعوته الى وقف تخصيب اليورانيوم. راجع ص 8 والمفارقة ان هذه المناورات التي تستهدف مواجهة إيران، تتزامن مع مناورات أميركية في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، هدفها التصدي لاطلاق صواريخ محتمل من الشطر الشمالي، على رغم تعهد بيونغيانغ بتفكيك برنامجها النووي، الأمر الذي اعتبرته واشنطن موضع ثناء على"تعقل"الكوريين الشماليين بالمقارنة مع"تعنت"الإيرانيين. وأوردت"هآرتس"أمس، ان المناورات الأميركية - الإسرائيلية، لا تشهد خلافاً لسابقاتها، إطلاقا فعلياً للصواريخ، بل تمثيل إطلاقها عبر أجهزة الكومبيوتر. وعزت مصادر أميركية ذلك إلى"قيود تفرضها الحرب الأخيرة على لبنان واعتبارات خاصة بالجيش الأميركي". ويتم خلال المناورات اختبار منظومات الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز "أرو"السهم و"باتريوت 2". كما سيختبر الجيش الأميركي للمرة الأولى منظومة" ثاد"الدفاعية وصواريخ"باتريوت 3". وأشارت الصحيفة إلى أن المناورات التي تجري منذ أيام، تركز على التحقق من سرعة الرد على هجوم صاروخي على إسرائيل، وقدراتها على اعتراض الصواريخ ومدى التنسيق والتعاون بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي وأنظمة الاتصال والمراقبة بينهما. وكشفت الصحيفة ان مناورات مماثلة بالذخيرة الحية، ستجري بعد عامين. وأضافت ان المناورات الحالية تجري في إطار خطة طوارئ أميركية لحماية إسرائيل من هجوم صاروخي. وورد في بيان لمكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ان الغرض من المناورات الحالية تأكيد القدرات على العمل المشترك للمنظومات الدفاعية ضد الصواريخ. وأعلنت القيادة العسكرية الاسرائيلية المكلفة الدفاع المدني ان كل أرجاء اسرائيل ستشهد تمرينا على انذار بحصول هجوم بالصواريخ غداً وبعد غد. وبثت اذاعة الجيش والتلفزيون العام الاسرائيليان ارشادات حول هذا التمرين. وفي اطار هذا التمرين الذي يشارك فيه الجيش والشرطة وأجهزة الاغاثة، ستطلق صفارات الانذار الثلثاء عند الساعة 14.00 بالتوقيت المحلي في اكثر من 130 مدينة وبلدة بينها تل ابيب والقدس وبئر السبع ونتانيا وديمونا واشدود وعسقلان. وأجري تمرين مماثل في 15 اذار مارس في المدارس. مسلسل خطف جنرالات في غضون ذلك، نقلت صحيفة"ذي صنداي تايمز"البريطانية أمس، عن مصادر إيرانية أن طهران هددت بالانتقام من أوروبا رداً على"عملية سرية وضعتها أجهزة الاستخبارات الغربية لخطف ضباط بارزين في الحرس الثوري"الإيراني. وكشفت الصحيفة أن عدداً من ضباط الحرس الثوري خُطفوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فيما وضعت الولاياتالمتحدة لائحة بأسماء ضباط آخرين تنوي خطفهم"لزعزعة استقرار القيادة العسكرية في طهران". وأوردت الصحيفة البريطانية تعليقاً لصحيفة"الصبح الصادق"التي يصدرها الحرس الثوري الإيراني، جاء فيه:"نحن قادرون على أسر باقة حلوة من الضباط الشقر من ذوي العيون الزرق وإطعامهم لديوكنا، كما أن لدى إيران اشخاصاً قادرين على الوصول إلى قلب أوروبا وخطف الأميركيين والإسرائيليين". واعتبرت ان أول مؤشر على الحملة الغربية التي تستهدف كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني برز مطلع الشهر الجاري بعد الكشف عن اختفاء الجنرال علي رضا اصغري الممثل السابق للحرس الثوري في لبنان والنائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، خلال زيارة لإسطنبول، مشيرة إلى أن ضباطاً إيرانيين خُطفوا في مدينة إربيل الكردية شمال العراق. كما أشارت الى اختفاء الضابط البارز في الحرس الثوري الإيراني العقيد أمير محمد شيرازي في العراق، وقائد"الحرس"في منطقة الخليج العميد محمد سلطاني، في ما يبدو سلسلة عمليات نسقتها الاستخبارات الأميركية.