رفع اللقاء الثاني الذي عقد ليل اول من امس، بين رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري نسبة التفاؤل بامكانية التوصل الى حلول للأزمة السياسية القائمة في البلاد، وإن سلّم الجميع بأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت. وتواصلت الحركة السياسية في نهاية الأسبوع على وقع لقاءات عين التينة، والتقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة النائب مصباح الأحدب الذي قال انه اطمأن منه إلى"ان هناك تلاقياً في وجهات النظر على مقاربة الموضوع". ووصف ما يحصل"بالضروري جداً ليس بالشكل فقط بل بالمضمون"، داعياً الى ان تكون المبادرة لبنانية،"فعندما يكون هناك توحيد لوجهة النظر الداخلية نستطيع ان نطلب من كل الدول الشقيقة والصديقة ان تساند المطلب الموحد للبنان". ودعا الى"الخروج من الدائرة الفارغة للأرقام، والدخول في المضمون"، مؤيداً اقتراح السنيورة حكومة 13 -ص 7. واعتبر عضو كتلة"المستقبل"النيابية مصطفى هاشم ان"التفاؤل الذي يسود الساحة الداخلية اللبنانية الآن هو نوع من التفاؤل الحذر ولكن نحن نقر بأن لا بديل من الحوار، فهو قدر لبنان الأبدي". وأوضح ان"لقاء الرئيس نبيه بري وسعد الحريري هو خطوة اولى في سبيل إيجاد الحل النهائي للأزمة الراهنة وانه يعتبر أمراً إيجابياً في حد ذاته ويشكل بداية المسار التوافقي وقد حمل اللقاء بوادر ايجابية وتم الاتفاق على نقاط عدة ولكن هناك بعض المسائل التي تحتاج الى المزيد من الدراسة والنقاش لان نقاط الخلاف كانت كثيرة ولا يمكن حلها كلها في جلسة واحدة". ونفى عضو كتلة"القوات اللبنانية"انطوان زهرا"وجود أي برودة في العلاقة بين النائب سعد الحريري والدكتور جعجع". وأكد"ان التشاور دائم ويومي بين قوى 14 اذار". ودعا الى"تسوية منطقية ومستقرة وغير موقتة، مؤكداً عدم تبلور حل حتى الساعة"في شكل جدي اذ لم يفرج بعد عن المجلس النيابي ولم يسهل عمل الحكومة ولم نر رئيس جمهورية أُقنع من جهة ما بتسهيل عمل المؤسسات وعدم عرقلة المؤسسات". بصيص أمل وقال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان رئيس المجلس النيابي أبلغ بوجود بصيص أمل"وتوجه جيد نحو الحل". وأعرب قبلان عن تفاؤله بحل الازمة التي يمر بها لبنان. وقال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان بعد لقائه بري:"اطلعنا من دولة الرئيس على المباحثات الجارية في هذه الايام وعلى نتائج اللقاءات التي حصلت أخيراً والتي تبرهن على حسن نوايا لدى جميع الفرقاء اللبنانيين". ووصف عضو كتلة"التنمية والتحرير"النائب غازي زعيتر لقاءات بري - الحريري بأنها"لحماية لبنان واللبنانيين"، آملاً بأن"تتوج هذه اللقاءات بتفاهم نهائي بين المعارضة والموالاة من اجل الوصول الى الاهداف التي ينتظرها اللبنانيون بالوحدة الوطنية ووأد الفتنة الداخلية". وكشف عن لقاءات"كانت تحصل بعيداً من الاعلام من اجل الخروج من جو الفتن". "حزب الله" وواصل نواب"حزب الله"اتهامهم الولاياتالمتحدة الأميركية بمحاولة عرقلة التوصل الى حل في لبنان. وأكد عضو"كتلة الوفاء للمقاومة"النائب محمد حيدر"ان مكابرة فريق السلطة والرهان على الوقت او على تقدم المشروع الأميركي في المنطقة هما رهان على وهم وسراب لن يغير في واقع الأمر من شيء، بل يزيد من عمق المأزق الذي أوصلتم البلد اليه، فلا تخطئوا في الحسابات لان جعبة المعارضة مملوءة بالخيارات التي سترغمكم على تلبية مطالبها عاجلا ام اجلا". وقال في احتفال للحزب في الجنوب:"أخيراً كانت هناك صيغة للحل لكن يبدو ان المسألة لم تكن بموافقة أولياء الأمر في عوكر مقر السفارة الأميركية في لبنان الذين لا مصلحة لهم في الوصول الى حل للازمة اللبنانية على الأقل في الوقت الحاضر، لانهم لا يريدون ان يظهروا تراجعاً في لبنان في الوقت الذي يطلقون فيه استراتيجية هجومية جديدة في العراق والمنطقة، لأن ذلك يبعث برسالة ضعف خاطئة الى اعداء اميركا واصدقائها في المنطقة". وأكد عضو الكتلة نفسها النائب حسن حب الله"ان سفير الولاياتالمتحدة جيفري فيلتمان لا يريد ان يرى حلاً بين اللبنانيين لان مشروعه في المنطقة يقوم على الفتنة والفوضى البناءة". وقال خلال لقاء سياسي في مدينة صور:"الادارة الاميركية وعبر سفير الفتنة في بيروت تحاول إعاقة كل الحلول والمساعي التي تريد تقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية". وكرر عضو"كتلة الوفاء للمقاومة"النيابية حسين الحاج حسن ما كان قاله الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله مساء أول من أمس, عن مأزق إسرائيل نتيجة حرب تموز الماضية. وقال في احتفال حاشد أقامه الحزب في باحة مقام السيدة زينب في دمشق:"إن تنفيذ تهديداتهم للبنان ستسقط أمام المقاومة وشعبها، وأن تهديداتهم لسورية ستسقط أمام شعبها وجيشها ورئيسها الدكتور بشار الأسد، وأيضاً تهديداتهم لإيران ستسقط أمام الشعب الإيراني العظيم وقيادته المتمثلة بالسيد الإمام القائد علي الخامنئي، كما أن فتنتهم وتهديداتهم للشعب العراقي ستسقط أمام وحدة العراقيين وإيمانهم بدولتهم وعراقهم الموحد بسنّته وشيعته وعربه وأكراده وتركمانه وسيهزمون المؤامرة، وهي حال الشعب الفلسطيني الذي سيتصدى للمؤامرة عليه لتعود القدس وكل فلسطين في يوم من الأيام إلى أصحابها الأصليين". أما عضو شورى"حزب الله"الشيخ محمد يزبك، فدعا في كلمة في بعلبك، الى"مواجهة الفتن، واحترام العلاقة مع الآخر من خلال الخلق والقيم، والعودة الى السواء وان نكون صادقين في طروحاتنا". وأعلن نائب حزب الطاشناق في تكتل"التغيير والإصلاح"هاغوب بقرادونيان، أصراره على"المشاركة الأرمنية في أي حكومة ستتشكل لأن الطاشناق يمثل أوسع شريحة من الأرمن في لبنان". وقال:"أظن أن الجنرال ميشال عون لم يغير رأيه وهو كان يريد أربعة وزراء في حكومة ال 24، اثنان منهم للتيار الوطني الحر وواحد للطاشناق وواحد للكتلة الشعبية وخمسة في حكومة ال30 وزيراً". ووصف ما يقال عن وزير ملك ب"الهرطقة الدستورية، وهذه التسوية ليست مقبولة لدينا". وقال الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون:"كان من المفترض على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان يستقيل وذلك بعد الخلل الذي حصل في الحكومة باستقالة الوزراء الشيعة والاشكال الذي حصل مع رئيس الجمهورية اميل لحود واعتباره ان الحكومة غير شرعية وغير دستورية وكان بهذه الحال قد حافظ على الدستور ووفر علينا الكثير من السجال حول الشرعية وعدم الشرعية". وأشاد الوزير السابق وئام وهاب بكلام المطارنة الموارنة عن الفصل السابع،"لأنه يعكس حرصاً حقيقياً على لبنان واللبنانيين، ويؤكد ما كنا قلناه سابقاً بأن لبنان أهم من المحكمة وأهم من رفيق الحريري وأهم منا جميعاً. فالفصل السابع تدفعون ثمنه قبل غيركم". وقال في احتفال لمناسبة انضمام عناصر جدد الى تياره"التوحيد":"أما المفاوضات الجارية الآن، فلا أحد في المعارضة يملك الحق في التنازل عن مطالبها المعلنة وفي طليعتها الانتخابات النيابية المبكرة والقانون الجديد للانتخاب، وحكومة الوحدة الوطنية تفصيل أمام هذه النقطة الجوهرية والتي لن نتراجع عنها".