أعلنت مصر أن الرئيس حسني مبارك ينسق بشكل مستمر مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خصوص لقاء مكة المقرر ان يجمع اليوم القيادات الفلسطينية لحل خلافاتها فى رحاب الكعبة المشرفة، في وقت جدد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو نداءه إلى القيادات الفلسطينية"بأن تتحكم بالميليشيات التي اصبحت لا تنصاع للقرار السياسي"حتى لا تأخذ القضية الفلسطينية منحى جديداً. وفي سياق متصل، عبر رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في القاهرة السفير كلاوس ايبرمان عن توجه أوروبي للاضطلاع بدور أكثر فاعلية من أجل دفع عملية السلام في المنطقة، مشيرا الى ترحيب الولاياتالمتحدة"الغارقة حتى أذنيها في الوضع المتدهور في العراق"بتلك الجهود. وأعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد"أن مبارك في تنسيق لا ينقطع مع خادم الحرمين الشريفين بالنسبة الى اجتماع مكة الذى يحضره الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بما يتيح أسباب النجاح لهذا الاجتماع". وقال"إن الوفد الأمني المصري موجود منذ اشهر في الأراضي الفلسطينية وجهوده لا تنقطع"، مضيفا أن"الدعوة لهذا الاجتماع في مكة تأتي في سياق التشاور المصري - السعودي واهتمام البلدين بوقف الاقتتال الفلسطيني وتحقيق التهدئة، بما يثبت وجود شريك فلسطيني قادر على المشاركة في مفاوضات السلام التي قدمت مصر تصوراً واضحاً ومحدوداً للجانبين الأوروبي والاميركي حولها". من جانبه، وصف أوغلو لقاء مكة بالاجتماع"المهم للغاية"، وقال عقب لقائه مبارك في القاهرة أمس:"على القادة الفلسطينيين ألا يفوّتوا هذه الفرصة"، مشيرا إلى أن"المنظمة سعت خلال كانون الأول ديسمبر الماضي إلى رأب الصدع الفلسطيني، وقمت شخصياً بزيارات إلى غزة والضفة الغربية ودمشق والتقيت قادة الفصائل وتم تحقيق وقف للاقتتال في 19 كانون الأول"، معرباً عن أسفه لتجدد الاقتتال بعد أسبوعين على الاتفاق. إلى ذلك، تزور المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فريرو فالدنر والمفوض الاعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومبعوث الاتحاد لعملية السلام السفير مارك أوتي القاهرة الشهر الجاري لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في مصر عن التطورات الأخيرة في الشرق الاوسط. وقال رئيس بعثة المفوضية الأوروبية في القاهرة إن"الجانب الأوروبي سيطرح خلال الفترة المقبلة مبادرات عدة من شأنها دفع المسيرة السلمية بالتشاور مع مصر التي تلعب دوراً مهماً"في هذا الصدد. وأوضح في رده خلال مؤتمر صحافي أمس على سؤال عن مدى إمكان تخلي واشنطن عن دورها الأساسي في عملية السلام لصالح الاتحاد الأوروبي:"ان الولاياتالمتحدة الغارقة حتى أذنيها في الوضع المتدهور في العراق، ترحب بأي جهود ايجابية من شأنها تحريك المياه الراكدة للعملية السلمية، خصوصاً أن جميع الأطراف مستعد حالياً لقبول حلول عملية للخروج من الطريق المسدود الحالي". وتأتي محادثات المسؤولين الأوروبيين في القاهرة في أعقاب اجتماع مهم عقدته اللجنة الرباعية الدولية في واشنطن الجمعة الماضي شارك فيه سولانا وفريرو فالدنر وتم خلاله الاتفاق على ضرورة إعطاء دفعة قوية لإطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وأعاد مبارك والمستشارة الألمانية رئيس الاتحاد الأوروبي، أحد أعضاء الرباعية أنجيلا ميركل التأكيد على ذلك خلال محادثاتهما في القاهرة السبت. كما تعقب محادثات مصرية - أميركية فى واشنطن التي وصلها أمس وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان في زيارة تستغرق يومين يجريان خلالها محادثات مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ونائبها جون نغروبونتي ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص للسودان السفير اندرو نانتسيوس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي في شأن خطة سياسية أميركية لإقامة الدولة الفلسطينية.