على رغم العملية الاستشهادية التي حصلت أمس في شارع الأنبياء في القدس والتي أسفرت عن مقتل منفذها وجرح 15 اسرائيلياً راجع ص3. فإن الجهود السياسية الحثيثة بقيت في الواجهة وتركزت على العمل لإتمام اجتماع بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز من جهة وعلى العمل للتقريب بين الولاياتالمتحدةوالفلسطينيين عبر تأمين لقاء بين الرئيس جورج بوش وعرفات من جهة أخرى. وكان أبرز الاجتماعات، القمة التي عقدت في قصر رأس التين في الاسكندرية بين الرئيس حسني مبارك وعرفات والتي حضر جزءاً منها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وهي بدأت بجلسة ثنائية بين الرئيس المصري والفلسطيني أعقبها انضمام أعضاء الوفدين الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية والدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية وسفير فلسطين في القاهرة السيد زهدي القدره. وقال شعث ل"الحياة" انه تم في المحادثات عرض مجمل اتصالات الزعيمين الأخيرة خصوصاً لقاء عرفات مع القيادة السعودية وقمتيه مع الملك عبدالله الثاني والرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وأكد شعث ان قمة مبارك - عرفات كانت مهمة جداً وايجابية للغاية وبحثت في سبل وقف التدهور والتصعيد الاسرائيلي لتهيئة الأجواء للقاء المحتمل بين عرفات وبيريز. وأوضح شعث أن عرفات استقبل امس في غزة عقب عودته من الاسكندرية مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخل موراتينوس وبحث معهما التطورات والعقبات امام اجتماعه مع بيريز. وأكد شعث أن عرفات أبلغ مبارك كما أبلغ سولانا وموراتينوس أن ليس لديه اعتراض على هذا الاجتماع خصوصاً أنه اجتمع مع بيريز مرتين سابقاً. وأوضح شعث أن الجانب المصري والأوروبيين متفقون على أن المشكلة الرئيسية امام هذا الاجتماع هي رئيس الحكومة ارييل شارون، لافتاً إلى أهمية موافقة شارون وبوضوح على جدول أعمال هذا الاجتماع وعلى النتائج التي يمكن أن تتمخض عنه وعلى طبيعة التفويض الذي يمكن أن يُعطى لبيريز. وأكد شعث على أن الزمان والمكان المحددين للقاء لم يُتفق عليهما بعد، وقال: "ان مصر مطروحة ونحن نفضلها دائماً كمكان للاجتماع ولكن لم يتم الاتفاق على ذلك بعد". وكشف شعث على أن قمة مبارك - عرفات تطرقت الى الملف السوري - الفلسطيني، وأن الرئيس المصري دعم التقارب السوري - الفلسطيني وأبلغ عرفات بأن قمته في دمشق مع الرئيس بشار الأسد في 12 أيلول سبتمبر الجاري خطوة ايجابية. وكانت الجهود الأوروبية التي تحضر للقاء عرفات - بيريز أثمرت ليل الاثنين - الثلثاء اجتماعاً رعاه سولانا الذي يزور الأراضي الفلسطينية واسرائيل وحضره بيريز ووزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات ورئيس المجلس التشريعي أحمد قريع أبو علاء. وتقاطعت الجهود الديبلوماسية السعودية أمس مع القمة المصرية - الفلسطينية، فاضافة الى زيارة الأمير سعود الفيصل الى مصر فإنه انتقل الى دمشق حيث سلم رسالة من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى الرئيس الأسد. وانتقل بعدها براً الى بيروت حيث التقى رئيس الوزراء رفيق الحريري وبات ليلته ليجتمع اليوم الى الرئيس اميل لحود ويسلمه رسالة من ولي العهد السعودي قبل الانتقال الى الأردن. في موازاة ذلك كان السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن عبدالعزيز يزور صنعاء حيث سلم رسالة من ولي العهد السعودي الى الرئيس علي صالح. وأبلغت مصادر يمنية "الحياة" ان الرسالة تتعلق بتقريب وجهات النظر العربية مع الادارة الأميركية والمرتبطة بتطورات القضية الفلسطينية. وأضافت المصادر نفسها ان الرياض لا تزال تسعى الى عقد حوار مباشر بين القيادة الفلسطينية والادارة الأميركية وفي مقدمها عقد لقاء بين بوش وعرفات بهدف تخفيف حالة التباعد بين الطرفين. وأوضحت ان علي صالح أبلغ الأمير بندر تأييده كل الجهود التي تقوم بها المملكة في هذا الصدد.