طالب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ب «مقترح» ينهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، على أن يتناول عناصر المشكلة كافة، فيما توقع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا التوصل إلى «منظور جديد» بمشاركة القوى الدولية والإقليمية لتحقيق السلام قبل نهاية تموز (يوليو) المقبل. من ناحية أخرى، اشترطت القاهرة تغيير الأداء الإيراني في الإقليم لبدء حوار ثنائي. وكان الرئيس حسني مبارك استقبل سولانا أمس في حضور أبو الغيط، والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط مارك أوتي، ورئيس قوة مهمات الشرق الأوسط في الاتحاد الأوروبي كريستان جوريه، وسفير التشيك، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي ميلوسلاف ستاشيك. كما عقد أبو الغيط جلسة محادثات ثنائية مع سولانا الذي كان التقاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أول من أمس. ووصف أبو الغيط المشاورات التي جرت مع سولانا بأنها «مفيدة وبناءة للغاية وتطرقت إلى جهود السلام وزيارة الرئيس باراك أوباما للقاهرة وخطابه للعالم الإسلامي، وكذلك خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتحليل عام للانتخابات اللبنانية والوضع في الشرق الأوسط، وأيضاً انتخابات إيران والملف النووي الإيراني». وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي مع سولانا، إن الموقف الأوروبي يلتقي بشكل كبير مع الرؤية المصرية، مؤكداً الحاجة إلى «نهاية الطريق وليس خريطة طريق فقط». وأضاف: «المطلوب هو مقترح يتم التزامه ويتناول كل عناصر المشكلة ويبدأ الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني في التفاوض في شأنه برعاية دولية، إما (من خلال) اللجنة الرباعية الدولية أو الرباعية الموسعة أو مؤتمر (دولي)... وكل ما يتعلق بالمتابعة لأنه من غير المتصور أن نترك الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يتفاوضان من دون هذه الرعاية، وإلا سنعود إلى 10 أو 20 عاماً مضت». من جانبه، قال سولانا إن اللقاء مع مبارك أتاح فرصة إجراء مشاورات جيدة ومفيدة في عدد كبير من القضايا، مضيفاً: «نرى أن الأجواء الحالية إنما تحمل ريحاً نأمل في أن تكون طيبة ومواتية تساعد على الوصول لتحقيق السلام المنشود»، وأشار خصوصا إلى زيارة الرئيس الأميركي للقاهرة وما تضمنه خطابه خلال هذه الزيارة، فضلاً عما يبدو من تعاون بناء في هذا الخصوص بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وهو تعاون وصفه بأنه «صلب» الآن. ورداً على سؤال عما يمكن أن تقدمه أوروبا من تصورات للإدارة الأميركية وهي تبلور رؤيتها الجديدة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، قال سولانا إن هناك الآن «تطابقاً في طريقة التفكير بيننا وبين الإدارة الأميركية الجديدة، إذ أن لكل منا منظوراً مشتركاً إزاء مشاكل المنطقة وكيفية التحرك لحلها، وهو منظور يشاركنا فيه أيضاً مصر والعديد من الأطراف في المجتمع الدولي... آمل في التوصل لهذا المنظور خلال فترة ليست طويلة، قد تكون قبل نهاية تموز المقبل... وسنناقشه (المنظور الجديد) وقتها مع الدول المعنية، وفي مقدمها مصر، ونرى كيف يمكننا أن نتحرك قدماً لعمل أشياء في الوقت المناسب». وعما إذا كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيربطون خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ غداً مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بين رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل وبين تراجع الاخيرة عن مواقفها السلبية من العملية السلمية، قال سولانا: «لنا علاقات قديمة ومعروفة مع إسرائيل وفي مجالات مختلفة سياسية واقتصادية وغيرها، وهي علاقات ستستمر ويستمر الحوار السياسي معها، لكن الأمر بالنسبة الى استمرار هذا الحوار يتوقف على شكل المسلك الإسرائيلي». وعلق أبو الغيط قائلاً: «هذا الأمر لا بد أن يتعلق أيضاً بمدى تجاوب إسرائيل مع موضوع وقف الاستيطان». وعن انطباعه عن خطاب الرئيس الأميركي في جامعة القاهرة، قال سولانا: «سررت كثيراً من سماعي لهذه الكلمة التي انطلقت من القاهرة... الأمر المهم هو العمل على إقناع إسرائيل بأن أمنها سيكون مضموناً بشكل أكبر مع السلام، وهو ما اعتقد أن الرئيس أوباما أوضحه بجلاء في خطابه، وأيضاً خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن». وسئل سولانا هل تم إجراء تحليل دقيق لمغزى نتيجة الانتخابات الرئاسية في إيران، فأجاب: «من السابق لأوانه الحديث عن تحليل كهذا خلال 24 ساعة فقط من إجراء الانتخابات، لكن عموما فإن مواقفنا كما هي، فنحن في أوروبا لا نريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، وسنكون على استعداد للتعاون مع إيران في إنتاج الطاقة التي تريدها وتحتاجها، لكننا طبعاً لن نقبل بإنتاج أسلحة نووية... الولاياتالمتحدة قدمت لإيران عرضاً في هذا الخصوص يقضي بالدخول في علاقات ومحادثات ثنائية والمشاركة الفاعلة في المحادثات مع إيران، لكنها (إيران) لم ترد حتى الآن على هذا العرض». ورداً على سؤال عن مطالبة البعض بإجراء حوار مصري - إيراني، قال أبو الغيط: «كان هناك حوار مصري مع إيران في الفترة من عام 2005 وحتى نهاية 2007، ولم يحقق هذا الحوار حتى حينه النتائج المرجوة منه، لكن الرؤية المصرية تبقى واضحة وتتمثل في أننا نرغب في حدوث تغيير في الأداء الإيراني تجاه مشكلات الإقليم حتى يمكن لمصر أن تنطلق في حديث مفتوح مع الأخوة في إيران».