وصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية بأنها"بناءة"، عقب استقباله أمس وفداً وزارياً مغربياً ضم وزير الداخلية شكيب بن موسى والوزير المفوض في الخارجية الطيب الفاسي الفهري والوزير المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة ومدير الاستخبارات محمد ياسين منصوري، فيما انتقدت جبهة"بوليساريو"موقف شيراك. وأعربت عن تطلعها إلى دور"أكثر حياداً"لباريس يلعبه الرئيس الجديد المقرر انتخابه في نيسان ابريل المقبل. وأعلن قصر الإليزيه أن شيراك أشاد بنجاح"اللقاءات الفرنسية - المغربية الأخيرة"التي تعبر عن"حيوية وكثافة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين". وأعرب عن تقديره لخص فرنسا بأول عرض للخطة التي لم يكشف مضمونها. وقالت مصادر قريبة من الوفد المغربي أن الوزراء"وضعوا الرئيس الفرنسي في صورة التطورات التي قادت المغرب إلى اقتراح خطة الحكم الذاتي التي تستند الى احترام سيادة البلد ووحدته، وتأخذ في الاعتبار الخصوصيات الثقافية والاجتماعية لاقليم الصحراء، إضافة الى مراعاة المعايير والمواصفات الدولية في أنظمة الحكم الذاتي". وفي المقابل، رويترز انتقدت جبهة"بوليساريو"موقف شيراك في شدة. وقال محمد سالم ولد سالك وزير خارجية"الجمهورية الصحراوية"المعلنة من جانب واحد، إن الجبهة تأمل أن يساعد الرئيس الفرنسي المقبل في حل النزاع من خلال انهاء موقف فرنسا"المؤيد للمغرب". وأضاف خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الجزائرية أمس أن دور فرنسا له أهمية جوهرية بسبب روابطها الوثيقة مع شمال افريقيا. وقال:"نأمل في أن يدرك خليفة شيراك بصورة أفضل أن الاستقرار في المغرب يعتمد على حصول الشعب الصحراوي على حقه في تقرير المصير وأن تستطيع فرنسا المساهمة في ذلك". وأضاف أن"هذا في مصلحة فرنسا ومصلحة السلام والتعاون الاقليمي". واعتبر أن"مشروع المحتل باطل ولاغ، ومات قبل أن يولد. هذا هروب إلى الأمام لأنه ينتهك الشرعية الدولية". وحذر من أن"الشعب سيقاوم ويقاتل ويكافح حتى استكمال حقه في تقرير المصير، مهما كلفه ذلك من ثمن". ورأى أن هذا المشروع"خطوة احادية الجانب، لأن لا الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا مجلس الامن ولا أمينها العام طلبوا من طرفي النزاع، المغرب وجبهة بوليساريو تقديم اقتراحات جديدة". وشدد على أن"لا مجال لحل سياسي سلمي للقضية الصحراوية من دون ممارسة الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره بنفسه. نحن مع الشرعية الدولية التي تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". إلى ذلك، اعتبر وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ نزاع الصحراء"قضية معقدة سياسياً وقانونياً". وقال خلال ندوة استضافتها الجزائر عن العلاقات بين أوروبا والمغرب العربي إن هذه المشكلة"تسمم العلاقات بين المغرب والجزائر". وعبر عن أمله في"مخرج منطقي"عبر حل يتم اعتباره"منصفاً وعادلاً". غير أنه رأى ان لا حلاً في المدى القريب، نتيجة المواقف المتعارضة بين جبهة"بوليساريو"والجزائر من جهة، والمغرب من جهة ثانية. واعتبر أن دور بلاده"ليس فرض حل أحادي الجانب، ولكن أن تحاول قدر ما تستطيع المساعدة في ايجاد مخرج". وسلم لانغ رسالة من المرشحة الاشتراكية للرئاسة الفرنسية سيغولين روايال إلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.