جددت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة كوندوليزا رايس بعد اجتماعها مع نظيرها الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس في برلين قبل ساعات من اجتماع الرباعية الدولية لبحث أزمة الشرق الأوسط الشروط الأميركية المطلوبة لبدء اتصالات مع حركة "حماس" الفلسطينية. وفيما لم يشر شتاينماير إلى هذه الشروط كما في السابق ذكّرت رايس بأن الرباعية أقرت قبل اكثر من عام"مبادئ مهمة جدا للتقدم والسلام في المنطقة"، وهي اعتراف الحكومة الفلسطينية باسرائيل والتخلي عن العنف والالتزام بالاتفاقات الدولية الموقعة. لكن رايس استدركت لتقول إنه بالنظر إلى المفاوضات الجارية حاليا بين"حماس"و"فتح لتشكيل حكومة مشتركة"لا تريد الرباعية الدولية الاستعجال في اتخاذ قرار". وبعد شتاينماير انتقلت رايس للاجتماع مع المستشارة أنغيلا ميركل وأطلعتها على نتائج الاجتماع الثلاثي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيلتقي ميركل غدا الجمعة في برلين ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت من دون الإدلاء بأي تصريح. وذكرت مصادر الحكومة الألمانية أمس أن كيفية التعاطي مع الحكومة الفلسطينية المقبلة"هو الموضوع المحوري للرباعية"في اجتماعها المسائي الذي سيُستأنف بعد مؤتمر صحافي قصير يعقد الساعة الثامنة ليلا في مقر وزارة الخارجية الألمانية. وأضافت أن وزراء خارجية روسياوالولاياتالمتحدة وممثلي الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة"سيبحثون في كيفية الخروج من وضعية مقاطعة حركة حماس بعد تشكيلها حكومة مع فتح". وحض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل وصوله إلى برلين أمس على انهاء مقاطعة"حماس". ورحب الوزير شتاينماير بالحوار الجديد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية واصفا إياه ب"بالخطوة الأولى على طريق السلام". ولفت إلى"أن الوضع في الشرق الأوسط، بسبب المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة فلسطينية، صعب، ولذلك لا بد من التوجه من المحادثات بقدر كبير من الواقعية في ما يخص التوقعات منها". وتابع أن الرباعية"مصممة على استغلال هذه الفرصة السانحة". وبعد أن قال إن الرباعية"ستبحث في اتخاذ خطوات محددة لتحسين الوضع في الشرق الأوسط"، شدد على"أن الهدف واضح ويتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة". وأكدت رايس بدورها"صعوبة الوضع الراهن بسبب رفض طرف في النزاع الاعتراف بوجود طرف آخر"، في إشارة إلى رفض حركة"حماس"الاعتراف باسرائيل، لكنها شددت في الوقت ذاته"على أهمية الاستمرارية في عقد اجتماعات الرباعية". ووصف الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد اجتماعه مع شتاينماير مؤتمر مكة ب"المشجع، حتى لو أنه لم يؤد إلى أخذ وعد من حماس بالاعتراف باسرائيل". وأضاف أن الأوضاع في المنطقة"قد تكون معقدة، ولكن من المهم حاليا أن تساهم الأممالمتحدة في انجاح مبادرة مكة". ورأى أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لن ينعكس فقط على المنطقة، وإنما أيضا على السلم العالمي.