أكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن دعمه للجهود الرامية الى استئناف عملية السلام واحراز تقدم بين الفلسطينيين واسرائيل بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده عباس في عشرة داوننغ ستريت مع بلير في بداية جولة أوروبية تشمل ايضاً المانياوفرنسا، وذلك بهدف إقناع الدول الأوروبية بتوفير الفرصة المناسبة لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد أن رفضت الولاياتالمتحدة واسرائيل ذلك. وكانت بريطانيا قد أعلنت في الاسبوع الماضي انها ترحب بحذر بتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية بعد الاتفاق الذي توصل اليه عباس مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل في مكةالمكرمة. وذكر مسؤولون بريطانيون ان بلير كرر خلال المناقشات مع عباس أهمية التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية باعتبارها في مقدم أولوياته السياسية في الفترة المتبقية له في الحكم قبل استقالته المتوقعة خلال أشهر عدة. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ببذل جهود جديدة من أجل دفع الجهود الدولية الرامية الى تحقيق انفراج في الموقف بين الفلسطينيين واسرائيل والمساعدة في تحسين ظروف معيشة الشعب الفلسطيني. إلا أن مسؤولين بريطانيين يوضحون أهمية التزام"حماس"بالمبادئ الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية وهي الاعتراف باسرائيل والتخلي عن العنف واحترام الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين واسرائيل. ومن جديد أعرب بلير عن دعمه للجهود التي يبذلها الرئيس الفلسطيني من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والمساهمة في دفع عملية السلام. وأطلع عباس بلير على نتائج القمة الثلاثية التي عقدت الاثنين الماضي في القدس مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت. وكان ناطق باسم بلير أشار الى زيارة عباس قائلاً ان"هذه فرصة لرئيس الوزراء بلير لبحث التقدم في ما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية وليؤكد لعباس الحاجة لأن تعمل حكومة الوحدة الوطنية وفقاً لشروط متوافقة مع مبادئ اللجنة الرباعية الدولية". وانتقل عباس بعد ظهر أمس من لندن الى برلين لإجراء محادثات مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك شتاينماير. ومن المقرر ان يزور عباس أيضاً فرنسا. وكان بلير اعلن في مجلس العموم قبل لقائه مع عباس ان اقامة"دولة مستقلة قابلة للحياة تعمل مؤسساتها بصورة جيدة"امر حيوي للسلام في الشرق الاوسط.