أبرمت الهندوباكستان، القوتان النوويتان المتنافستان في جنوب آسيا، اتفاقاً لخفض مخاطر الحوادث المرتبطة بالأسلحة النووية. وانتقل الجانبان الى البحث في سبل مكافحة الارهاب وذلك بعد يومين على الاعتداء الذي استهدف"قطار الصداقة"، فيما اعتقلت الشرطة الباكستانية شخصين يشتبه بأنهما مفجران انتحاريان وصادرت متفجرات في حوزتهما. ووقع مسؤولون في وزارتي الخارجية الهنديةوالباكستانية بعد محادثات اجراها في نيودلهي وزيرا الخارجية الباكستاني خورشيد قاصوري والهندي براناب مخرجي. وترأس الوزيران امس، اعمال اللجنة المشتركة التي شكلت في كانون الثاني يناير 2004 لمناسبة استئناف عملية السلام بين بلديهما، في محاولة لتسوية خلافاتهما التي تؤثر على العلاقات الثنائية منذ 60 سنة، لا سيما الخلاف حول كشمير. وصرح وزير الخارجية الهندي في مؤتمر صحافي مع نظيره الباكستاني بأن تفجير"قطار السلام"الاحد الماضي، سيبرز على أجندة أول اجتماع للجنة المشتركة لمكافحة الارهاب في إسلام آباد في 6 آذار مارس المقبل. وقال موخيرجي إن"آلية مشتركة انشئت لتحقيق أهداف أساسية منها تبادل المعلومات". وأوضح أن التحقيقات في تفجير القطار، ستتم بمعرفة السلطات الهندية بحسبما"يقضي قانون الارض"، لكن"أي معلومات ستتاح لنا سنتبادلها مع باكستان". وقال موخيرجي إن"الهند ستبذل قصارى جهدها لتقديم مرتكبي الهجوم الى العدالة". وبحث الجانبان في امكانات العمل المشترك بين سلطات السكة الحديد في كلا البلدين للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. وبعد التجارب النووية التي أجريت في ايار مايو 1998، اثار البلدان عام 1999 فكرة وضع آلية لخفض المخاطر المرتبطة بالحوادث النووية. لكن في السنة ذاتها، وصلا الى حافة المواجهة حول كشمير. وجمدت نيودلهي ايضاً عملية السلام مع باكستان بعد هجوم على البرلمان الهندي في كانون الاول ديسمبر 2001، نسب الى ناشطين اسلاميين من كشمير تدعمهم إسلام آباد، بحسب رأي الهند. ولم يتسن الحصول على اي تفاصيل حول الاتفاق النووي الذي وقع امس. وسبق ان تبادلت نيودلهي واسلام آباد في 1 كانون الثاني يناير 2007، لوائح بالمواقع التي تتعهد بعدم ضربها في حال نشوب حرب. اعتقال انتحاريين في كراتشي، أعلنت الشرطة الباكستانية انها اعتقلت شخصين يشتبه بأنهما مفجران انتحاريان ينتميان الى جماعة اسلامية محظورة، واستولت على متفجرات وسترات كان مزمعاً استخدامها في هجمات انتحارية. وكانت باكستان تعرضت لموجة من الهجمات الانتحارية منذ منتصف كانون الثاني يناير الماضي، بعدما شن الجيش غارة جوية على مقاتلين في منطقة جنوب وزيرستان على الحدود مع افغانستان. وفي أسوأ هجوم قتل 16 شخصاً، بانفجار في محكمة يوم السبت الماضي. واعتقلت الشرطة الرجلين في مدينة حيدر آباد بعد معلومات من ثلاثة اشخاص يشتبه بأنهم مفجرون انتحاريون اعتقلوا في مدينة كراتشي الاسبوع الماضي. وقال غلام حيدر خوسو الضابط الرفيع في الشرطة في حيدر آباد ان الرجلين المشتبه بهما يرتبطان بحركة"المجاهدين". وأضاف انهما اعتقلا ومعهما قنابل يدوية ومسدسات ومتفجرات وسترات. وقال خوسو مشيراً الى البلدة الرئيسية في جنوب وزيرستان:"علمنا ان هذين الرجلين تدربا في وانا". وتحارب حركة"المجاهدين"الحكم الهندي في كشمير. وللجماعة ايضاً صلات بتنظيم"القاعدة"، وكانت ضالعة في هجمات للمتشددين في باكستان. التوتر الطائفي على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة في إسلام آباد اثنين من المتشددين الشيعة تورطا في هجمات طائفية على المسلمين السنة. وقال اسكندر حياة الضابط الرفيع للشرطة في المدينة ان الرجلين تورطا في قتل قائد سني بارز هو عزام طارق عام 2003، وتفجير في مدينة مولتان الشرقية عام 2004 قتل فيه 42 شخصاً. وكان آلاف من الناس قتلوا في هجمات طائفية لمتشددين سنة وشيعة في باكستان منذ الثمانينات. ويشكل الشيعة نحو 15 في المئة من السكان الذين يغلب عليهم السنة في البلاد.