بهدوء وحذر كبيرين، عادت عائلة أبو أحمد السنية الى منزلها في حي الصحة في منطقة الدورة جنوببغداد، بعدما هجّرت منه منذ ستة اشهر، عانت خلالها الكثير قبل ان تصبح أولى العائلات العائدة، في الايام الاولى للخطة الأمنية في بغداد"فرض القانون". ويقول أبو أحمد 52 عاماً ل"الحياة":"نحن خائفون جداً لأن الوضع ما زال يثير القلق، خصوصاً ان التهديد الذي وصلنا وأجبرنا على ترك منزلنا لا نعرف مصدره، وسعادتنا في العودة مؤجلة الى حين ان نطمئن ونتأكد أننا غير مستهدفين". عائلة أبو أحمد المكونة من 8 افراد والتي هجرت من الدورة كانت مشتتة وموزعة على الاقارب في مناطق بغداد والمحافظات، قسم منها كان في منطقة المنصور غرب بغداد، والآخر في بغداد الجديدة شرقاً، والأبوان كانا في محافظة الموصل. وتصف أم احمد اللحظات الأولى لدخولهم المنزل المهجور بأنها"أصعب لحظات حياتها واقساها"، وتقول ل"الحياة"ان"جميع أفراد العائلة اجهشوا بالبكاء وهم يقلبون اثاث المنزل المبعثر والمحطم حيث فتشت القوات الاميركية المنزل مرات عدة". ولا تزال معظم العائلات المهجرة تنتظر استتباب الأمن كي تعود. ويتساءل مصطفى علي شيعي الذي هجر من منطقة الصليخ"ما الذي يضمن عدم تعرض عائلتي مرة أخرى الى تهديدات المسلحين، عودتنا في هذه الفترة مجازفة كبيرة ومن الافضل انتظار تحسن الوضع الأمني بشكل كامل". من جانبها، فشلت محاولة عائلة أبو أثير السنية في العودة الى منزلها في حي الحرية الشيعي شمال بغداد، ويقول أبو أثير ل"الحياة":"عدنا الى منزلنا في الحرية الثالثة في ثاني أيام الخطة الامنية، لكن في صباح اليوم الثاني تعرض منزلنا الى رشقات من الرصاص اضطرتنا الى المغادرة ثانية". وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عودة 350 عائلة الى منازلها من أصل عشرين الف عائلة. ومعظم العائلات العائدة تقطن منطقة الغزالية، غرب بغداد، التي تركها معظم أهلها هربا من قذائف الهاون. ويؤكد مسؤولون عسكريون يتولون امن المنطقة ان اتفاقا بين وجهاء الحي والقوى الامنية التي رابطت داخل الأزقة خلص الى الاتصال هاتفيا بجميع العائلات المغادرة، سواء كانت سنية أم شيعية، للعودة الى منازلها ما لقي استجابة سريعة. وشكلت الوزارة مركزاً"لدعم العائلات العائدة"ولتلقي الشكاوي التي قد ترافق عودتهم. وأعلنت الوزارة في بيان امس أنها"ستقدم 250 الف دينار لكل عائلة، وان عودة العائلات تركزت في مناطق المدائن والعامرية وابو غريب والغزالية".