حرص رئيس الورزاء البريطاني توني بلير أثناء زيارته لأفغانستان على تفقد جنود بلاده في ولاية هلمند جنوب قبل إجراء محادثات رسمية مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، وذلك بعد تزايد مطالب البريطانيين بالانسحاب من أفغانستانوالعراق وعدم"الانجرار الأعمى"خلف سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش الخاصة ب"الحرب على الإرهاب". وسعى بلير الى إعطاء دفعة معنوية للقوات البريطانية، ودعمها في الحرب التي تخوضها ضد مقاتلي حركة"طالبان"، وقال إن"هذه القطعة من الصحراء جنوبأفغانستان ستقرر مستقبل ومصير الأمن العالمي خلال العقود الأولى من القرن الحالي"، مؤكداً أهمية المعركة التي تخوضها القوات البريطانية التي تتولى قيادة قوات حلف الأطلسي الناتو في أفغانستان، وتزايد خطر مقاتلي"طالبان"وتنظيم"القاعدة"في أفغانستان. وقال بلير للجنود في تصريحات منع نشرها الى حين سفره من قاعدة"كامب باستشن"للقوات البريطانية بسبب مخاوف أمنية:"قد لا تعرفون ان الناس في الوطن فخورون بما تفعلونه للغاية بغض النظر عن رأيهم في الزعماء السياسيين". ويقول قادة عسكريون بريطانيون ان قواتهم تواجه في افغانستان أشرس معارك منذ الحرب الكورية، وأن احتمالات مقتل جنودهم تزيد ست مرات عن العراق. وقال الرقيب كريس هانتر لبلير:"نريد أن نكون هنا، ونقوم بواجبنا. لا يدركون هذه النقطة في الوطن. ووقع بلير أيضاً على طائرة استطلاع بلا طيار في القاعدة. وقال جندي مازحاً:"أتمنى ألا يجرى اسقاطها". وفي مؤتمر صحافي مع الرئيس كارزاي في كابول، طالب بلير حلف الأطلسي بأن"يركز بقوة"على مهمته في افغانستان، مؤكداً وجوب استمرارها حتى"انجاز العمل". واعتبر بلير ان القمة التالية للحلف الأطلسي المقررة في ريغا في 28 و29 من الشهر الجاري يجب ان تشكل مناسبة لبحث"القناعة والرؤية التي قادتنا الى افغانستان واهمية البقاء الى جانب شعبها في طريقه نحو التقدم". بدوره، اعتبر كارزاي ان الحكومة والمجموعة الدولية يجب ان"تسرع في جعل الحياة افضل للأفغان". ووعدت المجموعة الدولية في كانون الثاني يناير الماضي بتقديم مبلغ 10,5 بليون دولار لإعادة الاعمار، لكن مشاريع التنمية في هذا البلد يعرقلها انعدام الأمن. واعتبرت زيارة بلير لأفغانستان الثانية له منذ سقوط نظام"طالبان"، حيث زارها للمرة الأولى بعد أشهر قليلة من إطاحة"طالبان"من اجل تأكيد دعم الحكومة البريطانية للحكومة الانتقالية التي يترأسها الرئيس الحالي حميد كارزاي. جاءت الزيارة بعد تزايد الهجمات التي شنتها"طالبان"في جنوبأفغانستان، ما أجبر القوات البريطانية على طلب هدنة وإبرام اتفاق للسلام مع شيوخ القبائل الموالين ل"طالبان"في منطقة قلعة موسى في ولاية قندهار نهاية آب آغسطس الماضي. وكانت محادثات بلير مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف، قبل وصول بلير إلى كابول، ركزت على كيفية ضمان أمن القوات البريطانية في جنوبافغانستان. وفيما قدمت حكومة بلير حتى الآن مبلغ 390 مليون جنيه استرليني لدعم الحكومة الأفغانية ووافقت على إنقاق 500 مليون جنيه أخرى حتى نهاية 2009 ومثلها لباكستان خلال 3 سنوات، انتقد زعيم حزب الديموقراطيين الاحرار في بريطانيا نفقات الحكومة باسم"الحرب على الارهاب". وقال منزيس كامبل، زعيم"الديموقراطيين الأحرار"، ان"الأموال التي كان يمكن ان تنفق على الدول الفقيرة بددت في عمليات عسكرية غير قانونية في العراق".