حذر قائد قوات الحلف الأطلسي الناتو في أوروبا الجنرال الأميركي جيمس جونز أمس، من تفاقم الوضع الأمني غرب أفغانستان، كما هو الحال في الولاياتالجنوبية حيث تسلمت القوات الدولية لإرساء الأمن التابعة للحلف"ايساف"قيادة العمليات في هذه المنطقة في نهاية تموز يوليو الماضي. وقال جونز في تقرير عرضه أمام وزراء دفاع دول الحلف الأطلسي الذين اجتمعوا في بورتوروز جنوبسلوفينيا لمناقشة الرد على زيادة هجمات حركة"طالبان"في أنحاء البلاد، إن"عدم الاستقرار في الولايات الغربية يشارف بلوغ المستوى المرتفع". وأشار إلى أن تعاظم نفوذ"طالبان"في الغرب، إضافة إلى تهريب المخدرات وفساد الموظفين تقف خلف هذا التطور. وأكد أن مستوى العنف في العاصمة كابول ما زال"متوسطاً"، وان الشمال يعتبر المنطقة الأكثر هدوءاً حيث لا توجد إلا"هجمات صغيرة". واتفق حلف الأطلسي أول من أمس، على تولي قيادة عمليات حفظ السلام في أنحاء أفغانستان الشهر المقبل، بعدما تعهدت الولاياتالمتحدة نقل 12 ألف جندي إضافي إلى قوات الحلف. وشكل ذلك وسيلة سد العجز في عدد قوات"ايساف"، علماً أن الجنود الأميركيين سيعملون تحت القيادة البريطانية. وقال ياب دي هوب شيفر الأمين العام للحلف:" لا يجوز استخدام وضع الولاياتالمتحدة قواتها تحت قيادة ايساف كذريعة للاكتفاء بما تحقق"، مطالباً حلفاء آخرين بتقديم قوات إضافية لنشرها في جنوبأفغانستان، علماً أن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا رفضت خلال المحادثات إرسال أي قوات إلى الجنوب. على صعيد آخر، أفادت صحيفة"دون"الفجر في باكستان أن الرئيسي الباكستاني برويز مشرف والأفغاني حميد كارزاي اتفقا خلال لقائهما الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن هذا الأسبوع على إشراك القبائل المنتشرة على الحدود بين دولتيهما في"الحرب على الإرهاب". ونقلت الصحيفة عن السفيرين الباكستاني والأفغاني لدى الولاياتالمتحدة قولهما إنه من المقرر عقد اجتماعين للمجالس العرفية داخل حدود البلدين في حضور مشرف وكارزاي، وذلك ل"تعزيز النظام السياسي القبلي في الدولتين، والتعاون الأمني على صعيد تنفيذ مطالب كلا الجانبين الخاصة بملاحقة المشبوهين وتبادل المعلومات حول خططهم". وكانت باكستان وقعت اتفاق سلام مع رجال القبائل في الخامس من الشهر الجاري، بعدما بدأت العمليات العسكرية ضد مقاتلي"طالبان"وتنظيم"القاعدة"القادمين من أفغانستان في جعل المجتمع القبلي أكثر تشدداً في إقليم وزيرستان. لكن كارازاي اتهم باكستان بحماية"الثعابين"، في إشارة إلى"طالبان"، بينما رد مشرف بأنه يتصرف مثل"النعامة"أو يسعى إلى تجنب الخطر في أفغانستان عبر رفض مواجهته. في غضون ذلك، طمأن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الرئيس الباكستاني مشرف إلى أن التقرير الذي سرب أخيراً عن الاستخبارات البريطانية وانتقد قدرة باكستان على مكافحة الإرهاب لا يمثل سياسة حكومته. وأشار الناطق باسم مكتب بلير إلى أن الرئيس مشرف قبل"من دون تردد"عدم تمثيل الوثيقة سياسة الحكومة"ما أوقف النقاش في شأنها عند هذا الحد". واتهمت الوثيقة التي صدرت عن مركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع جهاز الاستخبارات الباكستاني بدعم متشددي"القاعدة"و"طالبان"في أفغانستان في شكل غير مباشر. وأشار إلى انه يجب تفكيك جهاز الاستخبارات الباكستاني، وهو ما رفضه مشرف. وأبدى بلير تقديره للدعم الذي تقدمه باكستان مع تولي القوات البريطانية قيادة عمليات حلف الأطلسي في أفغانستان، من اجل تعزيز الأمن ودعم الإعمار والتنمية الاقتصادية. اغتيال"جاسوس"أفغاني وفي باكستان، اغتال مسلحون معارضون للولايات المتحدة لاجئاً أفغانياً يدعى مالانغ خان في إقليم شمال وزيرستان بحجة تجسسه لمصلحة القوات الأميركية في أفغانستان. وثبتت إلى الجثة ورقة كتب عليها أن"مالانغ تجسس على طالبان في وزيرستان، وانه عثر معه على هاتف نقال يعمل بالأقمار الصناعية". على صعيد آخر، أورد تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية أن مئات المشبوهين الذين أوقفوا في باكستان في إطار"الحرب على الإرهاب"اختفوا بعد اعتقالهم. وأوضح التقرير أن عدداً من المشبوهين تعرضوا للتعذيب بينهم أطفال، وجرى بيعهم إلى السلطات الأميركية في مقابل علاوات وصلت إلى خمسة آلاف دولار. وطلبت المنظمة من الرئيس الباكستاني مشرف كشف مصير"المفقودين"، ووضع حد ل"الاعتقالات التعسفية".