تؤجج زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو جزر سيشيل التنافس المحتدم بين البحريتين الهنديةوالصينية على النفوذ فيپالمحيط الهندي. فهذه الزيارة تدعو الهند الى حماية مصالحها التجارية النامية في هذه الجزر، وتوطيد العلاقات الأمنية بها. ولطالما كان أرخبيل جزر سيشل منتجعاً ممتازاً لمن يريد تمضية شهر عسل. ولكنها لم تلفت يوماً انتباه كبار الرؤساء الدوليين. وعليه، غلبت الدهشة أبناء هذه الجزر حين أعلنت بكين أن جزر سيشيل هي محطة الرئيس هو جينتاو الأخيرة في جولته على ثماني دول إفريقية. وزعمت المؤسسة الأمنية في دلهي، والى وقت قريب، أن المحيط الهندي هو محيط الهند. ولكن زيارة جينتاو بددت هذا الوهم. ولا شك في أن الصين تصبو الى تأمين استمرار وارداتها النفطية من الخليج، وإلى استغلال الثروات الطبيعية بإفريقيا. فالنفط والموارد الطبيعية من دعامات الأمن الوطني الصيني. ويبلغ عدد سكان سيشيل نحو85000 نسمة ينتشرون على الارخبيل المؤلف من 115 جزيرة. وامتداد سيشيل على أكثر من مئة جزيرة يجعلها من أهم مناطق الإعمار والبناء في المحيط الهندي. وعلى رغم أن مساحتها لا تتعدى 435 كم مربع، أنشأت هذه الجزر منطقة اقتصادية تبلغ مساحتها 1.3 مليون كلم مربع. وتنقب شركات البترول العالمية عن موارد الطاقة في مياه سيشيل الإقليمية. فقوى الملاحة الدولية أدركت أهمية سيشيلپ وموقعها العسكري الاستراتيجي القريب من خطوط الملاحة العالمية المهمة. وقبل عامين، عرقلت الهند مساعدة الصين بحرية لسيشيل. ولم تتوقع أن ترسل الصين أرفع زعمائها الى سيشيل، للتقرب من حكومتها. والحق أن الحركة الاقتصادية الهندية في سيشيل ناشطة وقوية. ويتحدر أكثر من ستة آلاف سيشيلي من أصول هندية. وتشغل شركة اتصالات هندية شبكة الاتصالات المحلية في سيشيل، وتديرها. ودربت الهند عدداً كبيراً من رجال الشرطة والجيش، وأبرمت مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي بين البلدين في أثناء زيارة نائب الرئيس الهندي جزر سيشيل في 2003. ومنحت الهند سيشيل طائرات مروحية. ودرجت فرق الملاحة الهندية على زيارة سيشيل، وتبادل كبار المسؤولين في هذين البلدين الزيارات. وزيارة هو جينتاو هذه الجزر تمهد لمد النفوذ الاستراتيجي الصيني الى غرب المحيط الهندي، والى ضفاف سيريلانكا وجزر المالديف وموريتشوس ومدغشقر. عن راجا موهان، "اندين ايكسبريس" الهندية، 30/1/2007