ثمة من يرى أننا لا نستحق الحياة والفرح والحلم في هذا البلد. وهذا ما دار في بالي أثناء مشاهدتي مراراً وتكراراً صور رجال الشرطة والدرك، وهم يتسابقون على التقاط صور لهم الى جانب أوغون ساميست، قاتل الصحافي الارمني الاصل هرانت دينك. والحق انني حاولت فهم موقفهم، ولكنني فشلت، وخجلت من نفسي. ولم ينفرد رجال الشرطة هؤلاء بالاحتفاء ب"البطل"القاتل، بل شاركهم في هذا الاحتفاء رجال الشرطة والدرك، والسجناء والمسجونون. وليس يسيراً العيش في بلد يمجد فيه القتل والإرهاب علانية، ولا يتوانى مسؤولون حكوميون عن الاسهام في هذا التمجيد. فلماذا ترتكب الشرطة مثل هذه الامور؟ ولماذا لم يحقق مع مجموعة من رجال الشرطة أطلقت النار في الهواء فوق رؤوس الناس، احتفالاً بمداهمتهم منزلاً يشتبه في أن قاطنيه من الإرهابيين الخارجين على القانون، وقتلهم جميع من كان داخله؟ وقبل سنوات، أعلمني أحد العاملين في جهاز الاستخبارات أمراً مروعاً. فالمناهج التعليمية في مدارس وكليات الشرطة عدلت بعد انقلاب 1980 العسكري، واستبدلت بمناهج تدريب عسكري. فالشرطة تدرب، وتعد كجيش يعمل في الميدان المدني. وفي حين يتدرب الجيش على مواجهة العدو، من المفترض أن تتدرب الشرطة على حماية المواطن والتزام القانون. فالشرطة لا تواجه عدواً، وغريمها هو المواطن. وعلى خلاف القواعد المرعية في سائر بلدان العالم، يناوئ رجال الشرطة وقوى الامن القانون والمواطن. وهذه ثمار تنشئتنا الاجتماعية وتربيتنا. فنحن نرى في أقراننا في الوطن عدواً داخلياً. ونحن نمتثل لثقافة التخوين، ونكفر من يخالفنا الرأي في تركيا. عن عصمت بيركاند، "راديكال" التركية، 3/2/2007