اعتقلت الشرطة التركية أوغون ساماست 17 سنة المتهم الأول في قضية اغتيال الصحافي الأرمني الأصل هرانت دينك يوم الجمعة الماضي. وأوقف ساماست في شمال شرقي البلاد، واقتيد إلى اسطنبول للتحقيق، فاعترف بارتكابه الجريمة، مدعياً أنه تصرف بمفرده بعدما قرأ على الإنترنت أن هرانت يسيء إلى القومية التركية والأتراك. وقال ساماست إنه غير نادم على فعلته وإنه مستعد لتنفيذ عمليات قتل أخرى"في سبيل الوطن". وجاء الاعتقال بعدما أبلغ والد المتهم أجهزة الأمن في مدينة طرابزون شمال شرقي تركيا أن الصورة التي نشرتها وسائل الإعلام للقاتل هي صورة ابنه المتغيب عن المنزل منذ أسبوعين. وعلى الأثر نجحت الشرطة في الوصول إلى ساماست بعد توقيف ستة من أصدقائه، وأوقف فيما كان يستقل حافلة في مدينة سامسون على البحر الأسود متجهاً إلى منزل ذويه في طرابزون، وضبط سلاح الجريمة في حوزته. وهنأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الشرطة لوصولها إلى القاتل في 32 ساعة وقبل دفن الصحافي المغدور، وأكد أن التحقيقات ستستمر للكشف عمن يقف وراء الحادث، خصوصاً أن أقارب ساماست أكدوا أن الشاب بعيد عن العنف ولم يزر اسطنبول منذ أن رحل عنها وعمره 3 سنوات. لذا فلا بد من أن يكون هناك من دربه على السلاح واشتراه له وقاده إلى اسطنبول وآواه هناك وخطط لجريمته. وتوقعت الأوساط السياسية أن يكون تنظيم قومي متطرف وراء هذه العملية، يستخدم الشباب صغار السن للقيام بعمليات اغتيال كما حدث مع جريمة قتل راهب إيطالي كاثوليكي في مدينة طرابزون السنة الماضية بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام. يذكر أن أوغون ساماست من مواليد اسطنبول. وعرف عنه ولعه بكرة القدم والإنترنت إذ كان يقضي غالبية أوقاته في مقاهي الإنترنت. كما أن أحد أقرب أصدقائه متهم بالمشاركة في تفجير مطعم للوجبات السريعة في طرابزون قبل سنتين. ويقول خبراء قانونيون إن ساماست سيحاكم محاكمة خاصة بحسب قانون الأحداث لصغر سنه وأن العقوبة القصوى التي يمكن أن ينالها هي السجن لعشرين سنة مما يعني فعلياً أنه قد يخرج من السجن بعد حوالى 14 سنة فقط بحسب قانون تطبيق العقوبات التركي الجديد المعدل وفق الإصلاحات الأوروبية الأخيرة.