اجتمع ديبلوماسيون غربيون وافارقة في تنزانيا أمس الجمعة للبحث في سبل تحقيق المصالحة في الصومال وإرسال قوات حفظ سلام لتعزيز الجهود الحكومية لانهاء الفوضى في البلاد. ودعت مجموعة الاتصال الدولية في شأن الصومال إلى ارسال قوة حفظ سلام افريقية على وجه السرعة لاشاعة الاستقرار في البلاد بعدما طرد هجوم شنته القوات الاثيوبية والحكومية الإسلاميين من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها منذ حزيران يونيو الماضي. وتضم مجموعة الاتصال في شأن الصومالالولاياتالمتحدة ودولاً أوروبية وأفريقية. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية جينداي فريزر في بداية الاجتماع في دار السلام:"نحن الآن نحتاج إلى التركيز مثل شعاع الليزر على دعم الحكومة الاتحادية الانتقالية ذات السيادة وعلى الشعب الصومالي". وأضافت:"من المهمات الرئيسية التي تواجهنا أمن تلك الحكومة وهؤلاء الأشخاص في وجه خاص لأننا نرى تزايداً في أعمال العنف أو هجمات قذائف المورتر في مقديشو"، مضيفة ان الرئيس جورج بوش طلب 60 مليون دولار للصومال في موازنته. وتعرضت الحكومة والقوات الاثيوبية في مقديشو في الأسابيع الماضية لهجمات بقذائف المورتر ومحاولات اغتيال في شكل يومي تقريباً. وكان المدنيون أساساً هم ضحايا هذه الهجمات التي اتهم مسؤولون فلول الحركة الإسلامية بالقيام بها. ويخشى مانحون ان البلاد ستنزلق مجدداً إلى الفوضى إذا لم تحقق الحكومة السلام مع كل القبائل في الصومال. وتحت وطأة ضغوط غربية للاتصال بجميع الأطراف في الصومال بمن فيهم الإسلاميون المعتدلون وزعماء القبائل الأقوياء، وافق الرئيس عبدالله يوسف على الدعوة الى مؤتمر مصالحة وطني. ويقول ديبلوماسيون ان المصالحة أساسية لإنشاء قوة السلام. ويكافح الاتحاد الافريقي لتشكيل قوة من ثمانية آلاف جندي قبل ان تغادر القوات الاثيوبية البلاد. ويشعر كثيرون من الافارقة بعدم الارتياح إزاء ارسال جنود الى واحدة من أخطر الدول في العالم. وحتى الآن تم التعهد بارسال 4000 جندي فقط حيث كانت أوغنداونيجيريا وبوروندي المؤيدة الرئيسية. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي التنزاني برنار ميمبي:"الحاجة الى نشر قوات افريقية لاشاعة الاستقرار في الصومال أصبحت ذات ضرورة قصوى". وقال:"سيمكّن وجود القوات الحكومة الحالية من التركيز على بناء إدارة سياسية ومؤسسات قضائية تهدف إلى اقامة حكم جيد وبسط سيادة القانون". ووصل الزعيم الإسلامي الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد الذي يعتبره كثيرون عنصراً حاسماً في جهود تحقيق المصالحة في الصومال، إلى اليمن أول من أمس الخميس حيث قال مسؤولون ان السلطات ستسمح له بالاقامة هناك. وهو يعارض نشر قوات. وتوجد مخاوف أيضاً من أن وصول جنود اجانب يمكن أن يجتذب مقاتلين أجانب الى الصومال. وفي مقديشو، تظاهر مئات في العاصمة الصومالية بعد صلاة الجمعة أمس للاحتجاج على خطة نشر قوات حفظ سلام أفريقية في بلادهم. وشارك قرابة 800 شخص في تظاهرتين في ساحة تاربونكا وسط مقديشو وفي ضاحية في شمال العاصمة كانت معقلاً لحركة"المحاكم الإسلامية"خلال حكمها مقديشو الذي دام ستة شهور. وشارك رجال ملثمون في التظاهرة الثانية وهدد بعضهم باستخدام العنف للتصدي لقوات السلام التي يقترحها الاتحاد الأفريقي. وبدا أن معظم المتظاهرين مؤيدون للإسلاميين. وقال أحدهم عبر مكبّر للصوت:"إننا نحرق أعلام الدول التي تؤجج الفوضى في الصومال ... إنها أميركا، إثيوبيا، كينيا، أوغندا، نيجيريا، مالاوي ودول أخرى".