فشل المفاوضون الألمان والبريطانيون والفرنسيون في إقناع طهران بالعرض الأوروبي الهادف إلى وقف كامل لتخصيب اليورانيوم، خلال الجولة الثانية من المحادثات التي أجريت في فيينا أمس. وقال سيروس ناصري أحد أعضاء الوفد الإيراني المفاوض: "لن نقبل بتعليق كامل للتخصيب تحت أي ظرف". غير أنه أكد أن بلاده ستستمر في العمل للتوصل إلى اتفاق مع الأوروبيين. وقال: "إننا نتفاوض ونحاول التوصل إلى اتفاق. والاجتماع المقبل سيكون في وقت قريب". وكانت الدول الأوروبية المفاوضة عرضت على إيران تجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم لأجل غير مسمى، في مقابل مساعدتها في برامجها التكنولوجية النووية المدنية والتوصل إلى اتفاق تجاري، في مقابل تخلي طهران عن برامج الوقود النووي إلى الأبد. ووصف ديبلوماسيون العرض الذي قدمه المفاوضون الأوروبيون ب"الفرصة الأخيرة" التي تحصل عليها طهران قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر في 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، والذي سينتهي بفرض عقوبات على إيران في حال تعنتها. وكان ديبلوماسي أوروبي رأى قبل إعلان القرار الإيراني، إن أحد مصادر القلق هي أن توافق إيران على تجميد تخصيب اليورانيوم ثم تماطل في المحادثات لكسب الوقت وتخفيف الضغوط السياسية عليها، مثلما فعلت في اتفاق مماثل عام 2003. وصرح الناطق باسم فريق المفاوضين الإيرانيين حسين موسويان بأن إيران تعتبر أنه ما زال هناك الكثير من نقاط "الغموض" في الاقتراح الأوروبي الذي يجنبها عقوبات محتملة من الأممالمتحدة في حال تخليها عن تخصيب اليورانيوم. وكان حسن روحاني رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ألمح الاثنين إلى إمكان موافقة طهران على الجزء الأول من الاتفاق الأوروبي الذي طرحته الدول الأوروبية الثلاث. وقدم عدد من النواب المحافظين الذين يسيطرون على البرلمان الإيراني أول من أمس، مشروع قانون يلزم الحكومة باستئناف تخصيب اليورانيوم ووقف زيارات المفتشين الدوليين المفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية. يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، لا تلعب دوراً مباشراً في المفاوضات مع الأوروبيين، غير أن مديرها العام محمد البرادعي أفاد أنه سيرحب بأي محاولة للتفاوض والتوصل إلى حل للأزمة. وتصر إيران على أن نشاطاتها النووية سلمية وتهدف إلى توليد الطاقة. أما الولاياتالمتحدة، فتتهم طهران باستخدام تخصيب اليورانيوم غطاء لبرنامج يهدف إلى إنتاج الأسلحة النووية. وبالتزامن مع الاجتماع، تظاهر نحو خمسين إيرانياً في وسط مدينة فيينا احتجاجاً على اعتبار الأممالمتحدة "مجاهدين خلق" منظمة إرهابية، بعدما أدرجتها وزارة الخارجية الأميركية على لائحتها للارهاب.