صعّدت روسياوالصين معارضتهما الخطة الدولية لمنح إقليم كوسوفو الصربي الاستقلال بناء على رغبة الغالبية الألبانية فيه، وتزامن ذلك مع تأجيل الأممالمتحدة المحادثات الأخيرة في شأن مصير الإقليم ثمانية أيام إلى 21 الشهر الجاري، في محاولة لتذليل الخلافات بين الصرب والألبان، علماً ان الهدف من المحادثات إرسال الخطة المتعلقة بسبل منح كوسوفو الاستقلال التدريجي إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وحذر وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف أمس، من أن منح الاستقلال الكامل لكوسوفو سيفتح باب الشرور، ويشجع على انتشار دعوات مماثلة الى الاستقلال في منطقة الاتحاد السوفياتي السابق. وقال إيفانوف خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونغ على هامش اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي ناتو في اشبيلية إن استقلال كوسوفو ستتبعه ردة فعل متسلسل. وشكك الوزير الروسي أيضاً في خطة منح كوسوفو الاستقلال في وقت قريب والتي طرحها مبعوث الأممالمتحدة مارتي أهتيساري، في حين قال يونغ للصحافيين إن كل الأطراف مطالبة بقبول توصيات أهتيساري للاستقلال كي تضمن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وطالب وزراء دفاع الناتو أول من أمس، بقرار سريع في شأن الوضع النهائي لكوسوفو مشددين على أن قوات الحلف ستبقى في الإقليم. في موسكو رويترز قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الجهود الدولية لتسوية وضع كوسوفو يجب أن تحترم الواقع السياسي داخل صربيا وعدم وضع مهلة زمنية مصطنعة. وجاء في البيان:"يؤكد الجانب الروسي على حاجة الأطراف والوسطاء الدوليين إلى السعي بصبر إلى حل من دون وضع أطر زمنية مصطنعة مع احترام الواقع السياسي الصربي الداخلي في ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية الأخيرة". في غضون ذلك، بدأ صرب كوسوفو تظاهرات وتجمّعات معارضة لخطة المشرف الدولي مارتي اهتيساري أمس، فيما أفاد أغنى رجال الأعمال الألبان المقيم في سويسرا بهجت باسولي أنه أخفق في إقناع المسؤولين الصينيين بعدم معارضة استقلال كوسوفو. وأعلن رئيس المجلس القومي الصربي في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو ميلان ايفانوفيتش الذي كان يقود حشداً من المتظاهرين، أن"الاحتجاجات ستتواصل إلى 27 الجاري، حيث تكون نهايتها بتجمّع كبير في العاصمة بلغراد، يشارك فيه صرب كوسوفو وصربيا لإعلان وحدتهم وصمودهم من أجل حماية الاقليم من محاولات فصله عن الأرض الصربية". وأضاف أنه"بعد تجمّع بلغراد، سيتمّ تقويم التحرّك الصربي المعارض لاستقلال كوسوفو، وذلك بوقفه أو تصعيده بحسب ما سيطرأ من تطوّرات على القضية محلياً ودولياً". ونقلت صحيفة"لايم"الصادرة في العاصمة بريشتينا أمس، عن باسولي الذي كان يتحدث من العاصمة الصينيةبكين"أنه أخفق في إقناع المسؤولين الصينيين بعدم معارضة استقلال كوسوفو، لأنهم ينظرون إلى القضية من خلال مخاوفهم من أن يحفز القوميات الانفصالية في الصين إلى عرض قضاياها في المجالات الدولية بصورة مشابهة لوضع ألبان كوسوفو". وأضاف إن وسائل الإعلام الصينية الموجّهة من قِبَل الحكومة"بدأت منذ أيام بتوجيه انتقادات شديدة إلى اهتيساري، واصفة إياه بأنه يتلاعب بأراضي دولة ذات سيادة". ووصف باسولي الذي كان المموّل الرئيس لجيش تحرير كوسوفو السابق والداعم الأكبر في مجالات المنظمات الدولية والإعلامية للاستقلال حالياً، الموقف الصيني، بأنه"الأخطر على استقلال كوسوفو، لأنه صامد باستناده إلى مصالح مصيرية صينية".