قال السناتور الاميركي ارلن سبكتر بعد لقائه الرئيس بشار الاسد ان "ثمة افقاً لانجاز معاهدة سلام" بين سورية واسرائيل، وان المسؤولين الاسرائيليين يعرفون ان"اي اتفاق سلام يعني اعادة الجولان"الى دمشق، مشيرا الى ان الرئيس جورج بوش لن يركز جهوده على المسار السوري"ما لم تتوافر الامكانية للتوصل الى نتائج مثمرة". ونقل ناطق رئاسي عن الاسد ان سورية دائما مع السلام لانه خيارها الاستراتيجي، مضيفا انها تنظر بايجابية الى كل فعل يمكن ان يؤدي الى السلام الحقيقي. من جهته، قال النائب باتريك كندي ان وفد الكونغرس بحث مع المسؤولين السوريين في مسألة معتقلي"اعلان دمشق"، وانه تبلغ من وزير الخارجية وليد المعلم ان السلطات السورية"تسجن فقط المرتبطين بالخارج". وكان سبكتر وكندي يتحدثان في ختام زيارة لدمشق تضمنت محادثات مع الاسد والمعلم. وشدد سبكتر على ان"الجو مناسب في سورية واسرائيل واميركا"لاستئناف مفاوضات السلام، وانه سينقل"نتائج محادثاته مع الاسد الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وعلمت"الحياة"ان المرحلة المقبلة ستشهد"ارسال اشارات ملموسة"عبر الجانب التركي تعبر عن الرغبة باستئناف المفاوضات. وقال سبكتر في المؤتمر الصحافي:"احساسي ان الوقت مناسب والافق جيد، وسورية واسرائيل في موقع لانجاز اتفاق سلام. اقول هذا بسبب عدد من الاسباب: مؤتمر انابوليس الذي كان خطوة جوهرية الى امام لان الاسد امتلك الشجاعة لارسال وفد الى هناك حيث عقد لقاءات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور بوش وبدعوة من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس". والسبب الثاني الذي جعل السناتور الجمهوري متفائلا هو ان الرئيس بوش"اعرب عن اهتمامه بالانخراط في عملية السلام. وهذا تحول جوهري عما كان عليه الحال في السنوات السبع السابقة"، ما ساهم في توفير ظروف افضل لاستئناف المفاوضات. وهناك امكانية لتحقيق سورية النصر باستعادة الجولان، ولاسرائيل لتحقيق النصر بالحصول على معاهدة سلام"مع دمشق. لكنه قال ان الرئيس الاميركي الذي سيزور الشرق الاوسط الاسبوع المقبل"لن يستثمر وقته اذا لم تكن هناك امكانية لتحقيق نتائج مثمرة". وعلمت"الحياة"ان المسؤولين السوريين طرحوا جملة من الاسئلة في شأن حقيقة توافر فرصة لتحقيق السلام مع دمشق، بحيث لا يكون الكلام الاسرائيلي والاميركي عن المسار السوري"مجرد مناورة"بسبب صعوبة تحقيق تقدم جوهري على المسار الفلسطيني. واشارت المصادر الى ان سبكتر"حض على القيام بمبادرات والاستمرار في المحادثات عبر وسطاء بحيث تدخل اميركا كوسيط للوصول الى اتفاق". وقال:"اسرائيل تفهم انه في حال انجز اتفاق سلام، يجب اعادة الجولان الى سورية. هل اخبرنا اولمرت ذلك؟ لا. لم ندخل في التفاصيل. لكن اعتقد ان المفاوضات لن تكون مفيدة ما لم تُعد الجولان. هناك مسألة خط الانسحاب وخط 4 حزيران واجراءات الامن واجراءات بناء الثقة. لكن من الصح القول ان اولمرت يريد الوصول الى اتفاق سلام، وانه مستعد للقيام بما هو ضروري للاجراءات السورية". وبدا واضحا ان وجهتي نظر دمشق وعضوي الكونغرس لم تكن متطابقة ازاء الشأن اللبناني، اذ قال السناتور الجمهوري ان لبنان"لا يزال مشكلة كبيرة... هناك اعتقاد دولي ان لسورية تأثيرا كبيرا ان لم نقل سيطرة كبيرة. اقول ثانية، انا لا اصدر احكاما، بل اتحدث عن الاعتقاد السائد. وسيكون ضروريا جدا ان تثمر الجهود السورية والفرنسية لتوفير اجوبة للأزمة اللبنانية". "التوافق"مع فرنسا في شأن لبنان وعلم ان وزير الخارجية السوري اطلع الوفد الاميركي على"التوافقات"التي جرى التوصل اليها مع الفرنسيين والتي تتضمن انتخاب رئيس توافقي هو العماد ميشال سليمان، وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس التمثيل النيابي ما يعني توفير الثلث الضامن للمعارضة، وصوغ قانون انتخابي عادل ومتوازن. واوضحت المصادر ان نقاشا جرى بين الجانبين في شأن الديموقراطية والفرق بين"النموذج الاميركي حيث تحكم الغالبية الاقلية، والديمقراطية التوافقية في لبنان التي تقوم على التوافق بين الغالبية والمعارضة وتمثيل جميع الطوائف". واوضح النائب الديموقراطي:"نفهم انه لا يمكن اقامة ديموقراطية في لبنان مثل اميركا. ما نريد هو ديموقراطية توافقية"والتوصل الى حل. وكشف ان الوفد بحث مع اولمرت في الشأن اللبناني، قائلا:"اسرائيل ليست لاعبا فاعلا. اولمرت مهتم بموضوع حزب الله والدعم السوري لحماس. لكن حل مشكلة لبنان، يتم عبر اللبنانيين وبمساعدة الاصدقاء السوريين".