قال السيناتور الاميركي جون كيري ان استقرار العراق يتحقق ب "وضع تاريخ لانسحاب القوات الاميركية ونقل المسؤولية الى العراقيين"، مؤكدا ضرورة ايجاد "حل للأزمة العاجلة"في لبنان باعتبارها "مشكلة اسبوعين وليس اشهرا". جاء ذلك في تصريحات اعطاها كيري من مقر التلفزيون السوري الى محطة"ان بي سي"الاميركية بعد لقائه والسيناتور كريستوفر داد الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم. وأكد كيري ان حل المشكلة العراقية"سياسي ولا يكمن في زيادة عدد القوات الاميركية فيه"، مضيفا:"انني مقتنع ان حل المشكلة يكمن في وضع تاريخ لانسحاب القوات ونقل المسؤولية الى العراقيين. هناك انقسام كبير بين السنة والشيعة، ولا يمكن الوصول الى شيء من دون المصالحة". وتابع ان المسؤولين العرب الذين التقاهم في جولته، ومنهم الرئيس الاسد، اكدوا"ان الحل يجب ان يكون بتسوية ومصالحة شاملة. وما اذا كانت المصالحة يجب ان تكون اوسع من الماضي، فانني اعتقد ذلك". وقال مرشح الرئاسة الديموقراطي السابق:"بينما يركز الناس على العراق، هناك ازمة متصاعدة. لبنان ازمة عاجلة. ازمة اسبوعين وليس اشهرا، ويجب التركيز عليها". وقالت مصادر رسمية ان المعلم بحث مع الوفد الاميركي في مستجدات الاوضاع في المنطقة، اذ اكد وزير الخارجية السوري حرص بلاده على"الامن والاستقرار في المنطقة وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لتحقيق السلام العامل والشامل"على اساس مؤتمر مدريد، بما يضمن استعادة الجولان، قبل ان يدعو الى"دور نزيه"لاميركا في الشرق الاوسط. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان المحادثات كانت"بناءة"، اذ استمع الوفد الاميركي الى الموقف السوري من المسائل المطروحة، واكدت"ان التركيز كان على العراق ثم فلسطين ثم لبنان". ونقلت المصادر عن الجانب السوري قوله:"يجب ان يتحاور العراقيون اولاً، ثم يأتي دور دول الجوار لدعم توافقهم". وكرر الجانب السوري ذكر الجهود التي بذلها لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتوصل"حماس"الى تهدئة في قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع الجانب القطري، وأن دمشق"مستمرة في هذه الجهود لأنْ لا بديل عن الوحدة الوطنية الفلسطينية". وفي الموضوع اللبناني، شدد الجانب السوري على ضرورة عدم الانحياز الى جهة دون اخرى، وعلى ان مطالب المعارضة هي"التوافق الوطني"وان يكون هدف المحكمة كشف الحقيقة وليس استخدامها كأداة ضد الخصوم السياسيين. وجدد المسؤولون السوريون حرصهم على تحقيق"السلام والاستقرار والازدهار"في الشرق الاوسط، وعدم وجود"ثقة"لدى دمشق في ان ادارة الرئيس جورج بوش تعمل لتحقيق هذه الاهداف. وهذه هي الزيارة الثانية لوفد اميركي منذ اعلان العزلة قبل سنتين. ومن المقرر ان يصل السيناتور الجمهوري آرلن سبكتر في 25 الشهر الجاري للقاء الاسد والمعلم، علماً ان القائم بأعمال السفارة الاميركية مايكل كوربون سيعود في 8 الشهر المقبل بعد اجراء مشاورات في واشنطن في شأن سياسة بلاده المستقبلية بعد نتائج انتخابات الكونغرس وتقرير بيكر - هاملتون.