سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعدما عرض هنية عبر وسيطين اقتراح بدء مفاوضات لوقف الصواريخ في مقابل وقف الاغتيالات ورفع الحصار . وزيران اسرائيليان يؤيدان واليمين يعارض اتصالات مع "حماس" عبر وسطاء للتوصل الى هدنة
بعد يومين من إغراق قطاع غزة بدماء أبنائها خصوصا من حركة "الجهاد الاسلامي"، تداول الإسرائيليون في ما بينهم ما وصفوه"اقتراحاً"من حركة"حماس"للتوصل إلى هدنة تقضي بوقف القصف الصاروخي للمستوطنات في"غلاف قطاع غزة"في مقابل وقف إسرائيل عمليات الاغتيال ورفعها الحصار التجويعي عن القطاع. وكان مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي سليمان الشافعي أورد في النشرة الإخبارية مساء أول من أمس خبراً مفاده أن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية هاتفه شخصياً في ساعات ظهر أول من أمس لينقل عبره رسالة إلى الإسرائيليين يحتج فيها على تجاهلهم الجهود التي يبذلها لوقف إطلاق القذائف من القطاع على البلدات الإسرائيلية المحاذية، وليدعوهم بالتالي إلى الشروع في حوار للتوصل إلى هدنة. وقال المراسل أن هنية لم يتح له أن يطرح عليه أسئلة كما أنه لم يرد على اقتراحه بإرسال طاقم تصوير خاص بالقناة التي يعمل فيها لمحاورته وبث أقواله مباشرة إلى الإسرائيليين. وزاد أن هنية اتهم الإسرائيليين بأنهم بالاغتيالات التي ينفذونها يعرقلون جهوده لوقف القصف الفلسطيني"فضلاً عن أن الوضع المعيشي في القطاع لا يُحتمل جراء الإغلاق التام الذي تفرضه إسرائيل عليه". وأشار المراسل إلى أن المحادثة مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقال قطعت فجأة، من دون أن تستبعد الإذاعة العسكرية أن يكون جهاز الأمن العام الإسرائيلي شاباك وراء اعتراضها. من جهتها، أفادت الإذاعة العسكرية أمس أن هنية توجه في الأيام الأخيرة إلى إسرائيل عبر وسيطيْن باقتراح بدء مفاوضات للتوصل إلى هدنة. ورد وزير النقل شاؤول موفاز على الخبر بالقول إنه إذا تم فعلاً مثل هذا التوجه، فإن الحكومة هي التي ستبت في قبوله من رفضه. وتابع موفاز في حديثه للإذاعة أنه لا يرفض التفاوض عبر وسطاء للتوصل إلى وقف للنار، لكن شرط أن يكون واضحاً أن المطلوب أولاً هو أن تكف"حماس"وسائر"المنظمات الإرهابية"عن قصف البلدات الإسرائيلية. وأضاف أنه في حال لم يتوقف القصف، فإن إسرائيل يجب ألا تتوقف حتى لساعة واحدة عن عملياتها في القطاع. وزاد ان الآية التوراتية"من يستيقظ لقتلك أفِق قبله واقتله"هي"القاعدة التي تمنحنا الشرعية لنتحرك بكل الوسائل من أجل حماية أولادنا ومواطني إسرائيل". وأيد وزير الدولة عامي ايالون أيضاً إجراء اتصالات مع جهات في"حماس"للتوصل إلى هدنة، وقال للإذاعة العسكرية أنه لم يتفاجأ من الاتصال الهاتفي الذي أجراه هنية مع الصحافي الإسرائيلي:"هذا سيناريو توقعناه، وهو ناجم عن الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة في القطاع، لكنه أيضاً محاولة من حماس للبحث عن خيار جديد في أعقاب نجاح مؤتمر أنابوليس". ورفض الوزير الذي كان سابقاً رئيساً لجهاز"شاباك"اعتبار الاتصال الذي أجراه هنية"مناورة"، وقال إن ما حصل يعكس إحباط الحركة التي تجد نفسها في أسوأ وضع يمكن أن تتدهور إليه. وتابع أنه ينبغي على إسرائيل فحص جدية تصريحات هنية ونيّاته عبر"قنوات مختلفة"ثم نقل رسالة واضحة، بالتنسيق مع الرئيس محمود عباس أبو مازن"بأننا مستعدون للتحاور على وقف متبادل للنار في قطاع غزة فقط، شرط أن نضمن في موازاة ذلك مواصلة العملية التفاوضية مع السلطة الفلسطينية، ما من شأنه بحسب رأيه تقويض"حماس"لأن التوصل إلى هدنة من دون هذا الشرط"سيتيح لحماس استعادة عافيتها وتقوية صفوفها". ورداً على سؤال عن طلب"حماس"وقف الاغتيالات ورفع الحصار عن القطاع لقاء وقف القصف الصاروخي، قال أيالون إنه ليس في وسع إسرائيل رفع الحصار من دون تنسيق الأمر مع عباس"فالمسألة أكثر تعقيداً من أن تكون مجرد حصار اقتصادي... أي حديث يتعدى وقف النار يجب تنسيقه مع رئيس السلطة الفلسطينية". وعما إذا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت في تهديداته مساء أول من أمس بأن إسرائيل ستصفي جسدياً كل قادة الإرهاب عنى هنية، قال أيالون إنه من وجهة نظره لا يرى أن هنية ضالع مباشرة في الإرهاب"وعليه هذه المسألة ليست قيد البحث الآن". لكن مسؤولين إسرائيليين بارزين آخرين، وليس من اليمين المتشدد فحسب، لم يتفقوا مع موفاز وأيالون، ورأوا أن استعداد"حماس"للتوصل إلى هدنة يعكس حجم ضائقتها في أعقاب تكثيف إسرائيل هجماتها واغتيالاتها، وأن"صراخ حماس على قدر الوجع". واعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز اقتراح"حماس"هدنة"ذر رمال في العيون"و"محاولة بائسة لحرف أبصار المجتمع الدولي عن قصف مدنيين إسرائيليين بقذائف صاروخية فلسطينية". وأضاف أن لا حاجة لأي مفاوضات لوقف النار و"المعاجلة لتحقيق ذلك بسيطة: إذا أوقف الجهاد الإسلامي وحماس القصف فستوقف إسرائيل عملياتها ويعود الهدوء". وأعرب الوزير اليميني المتشدد أفيغدور ليبرمان عن"أسفه"لأن هنية ما زال على قيد الحياة، وقال إنه يجب عدم التفريق بين الذراعين السياسية والعسكرية لحركة"حماس"، فكلتاهما سيان وضالعة في الإرهاب ضد الإسرائيليين. وأرجع نائب وزير الدفاع السابق افرايم سنية اقتراح هنية التوصل إلى هدنة إلى خوفه على ان تكون الجنازة المقبلة في القطاع جنازته"بعد ان رأى جثث ناشطين بارزين"اغتالتهم إسرائيل في اليومين الماضيين. واتفق أقطاب اليمين المتشدد على اعتبار دعوة"حماس"للتهدئة"مناورة تريد منها التقاط الأنفاس واستعادة قدراتها العسكرية التي ضربت". ورد الناطق باسم حكومة هنية سابقاً غازي حمد في حديث للإذاعة العبرية بالقول إن"حماس"تنتظر أن تقوم إسرائيل بالخطوة الأولى في اتجاه وقف النار،"ولا يجوز توقع ذلك ممن يتلقون ضربات العدوان الإسرائيلي يومياً".