نستطيع ان نطلق على عام 2007 عام عودة الكبار وتألق الوجوه الجديدة، ونجاح أنماط مستجدة من الدراما التلفزيونية مثل الپ"سيت كوم"، وتراجع"مسلسلات المحجبات". أما الدراما المصرية التي باتت تشهد منافسة قوية من الدراما السورية والخليجية فكان عليها في العام المنصرم أن تعيد تقويم أوضاعها، ما جعل الكثير من النجوم المصريين يدققون في ادائهم أكثر من ذي قبل، وحاول بعضهم قدر الإمكان التخلي عن أنانية النجم. كما لجأ بعضهم إلى الاستعانة بمخرجين سوريين وأردنيين، مثلما حدث مع يسرا في مسلسلها"قضية رأي عام"للمخرج الأردني محمد عزيزية، وفي مسلسل"الملك فاروق"للسوري حاتم علي، وپ"أولاد الليل"للسورية رشا شربتجي. وهذا ما جعل الصحافة المصرية والعربية تواصل حال الشحن ضد المشاركات السورية والعربية في الدراما المصرية، إذ تابعنا تصريحات نارية لبعض النجوم المصريين الذين لجأ بعضهم إلى تحريض بعض الأقلام للكتابة ضد هذا الوجود. وعلى صعيد آخر، رأى بعض نجوم الفن السوري أن هناك تعمدًا من جانب القائمين على الدراما المصرية للعمل على تفريغ الدراما السورية من نجومها، وهو ما واجهه المستنيرون من الجانبين بقوة. وكان للنجم تيم حسن نصيب كبير من الهجوم قبل بداية تصوير مسلسل"الملك فاروق"ثم سرعان ما توج هذا الأخير ملكاً على قلوب الجماهير المصرية بعد عرض المسلسل. ونتيجة لهذا النجاح اتجهت الدراما المصرية بقوة إلى دراما السير الذاتية، إذ تتصارع الجهات الانتاجية على أكثر من سيرة ذاتية لأسماء أثرت الحياة السياسية والثقافية والفنية، مثل جمال عبد الناصر، محمد فوزي، محمد عبدالوهاب، علي مبارك، محمد علي باشا وغيرهم، وليتحول الأمر إلى ظاهرة ستتكشف ملامحها في شهر رمضان المقبل. وبعد تراجع يسرا في الأعوام الماضية، استطاعت خلال هذا العام أن تثبت نفسها مجدداً على خريطة الدراما من خلال مسلسل"قضية رأي عام"الذي يتطرق الى قضايا الاغتصاب في المجتمعات العربية. أما النجم يحيى الفخراني فأعاد اكتشاف نفسه في مسلسل"يتربى في عزو"بعد اختياره شخصية بعيدة من أدواره السابقة. وراهن نور الشريف على الشباب سواء في اختياره للنص الذي كان التجربة التلفزيونية الأولى لوليد يوسف، أو إشراكه تسعة وجوه جديدة تألقت في مسلسل"الدالي". من هنا نستطيع أن نطلق على عام 2007 في الدراما المصرية عام الوجوه الجديدة التي قدّم منها ما يزيد على 40 في الأعمال الرمضانية. وبينما شهد العام ما قبل الماضي ظاهرة عودة الفنانات المحجبات، جاء العام المنصرم، وتحديداً في شهر رمضان، خالياً من أي عمل لهؤلاء باستثناء عبير صبري التي خلعت الحجاب لاحقاً، وعفاف شعيب. وعزا بعضهم السبب إلى فشل منتجي"مسلسلات المحجبات"في تسويقها، خصوصاً بعد الهجوم الذي تعرضت له هذه الأعمال الدرامية، وما أثارته بطلاتها من مشكلات تتعلق باضطهادهن. الى هذا، بدا المشهد الفضائي خلال العام المنصرم زاخراً بالتناقضات. فهناك زيادة كبيرة في عدد الفضائيات. ومتوقع أن يصل عدد القنوات التي تبث على ال"نايل سات"في أوائل العام المقبل إلى 600 فضائية. وعلى رغم تضاعف العدد، فإن غالبية القنوات لم تضف شيئاً، وكأنها تحولت إلى"ضجيج بلا طحن".