لينا حوارنة ممثلة سورية تميزت بعفويتها وتلقائيتها، إضافة الى الحرفية. بدايتها الفنية عقب تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية في تسعينات القرن الماضي كانت عبر بوابة السينما من خلال مشاركتها في فيلم «الليل» للمخرج السوري محمد ملص. وسرعان ما قدمت عدداً من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والإذاعية. اما بداية تألقها الفني فكانت عبر فيلم «نسيم الروح» لتنطلق بعد ذلك الى عالم الدراما التلفزيونية عبر أعمال بارزة، منها «حمام القيشاني» و«أحلام مؤجلة» و«أسرار المدينة» و«ليل ورجال». تعرّف إليها الجمهور العربي مع شخصية «فاطمة» التي أدتها في مسلسل «أبو كامل». اما جديدها للموسم المقبل فمسلسلان. الأول بعنوان «البقعة السوداء» للمخرج رضوان محاميد وهو من إنتاج التلفزيون السوري، والثاني «بقعة ضوء» في جزئه السابع للمخرج ناجي طعمي من إنتاج سورية الدولية. عن قلة مشاركتها في الأعمال التلفزيونية وآلية انتقاء الممثلين في الدراما السورية وما هي معاييرها الخاصة في انتقاء الأدوار، تقول حوارنة ل «الحياة»: «هذه المهنة للأسف لا تحمل معايير أو قوانين واضحة، إذ تخضع لعوامل مادية وتجارية، فضلاً عن العلاقات والمصالح التي تسيّر عملها. فمثلاً سطوع نجم أحد الممثلين يدفع الشركات والمخرجين لزجه في أكبر عدد من الأعمال، وهذا ما يؤثر في الصورة المقدمة للجمهور الذي قد يمل من هذا النجم أو تلك النجمة. وللأسف في الوقت الحالي المحسوبيات والعلاقات هي التي تحكم العمل، أما في ما يتعلق بمعاييري الخاصة في انتقاء الأدوار، فأنا لا أقبل بأن أشارك في اي عمل لمجرد المشاركة. ذلك ان المعيار الفني عامل أساسي في موافقتي في الاشتراك في أحد الأعمال، فإذا لم أكن راضية عن العمل فلا أشارك فيه، لأنني أحب هذه المهنة وأحترمها كثيراً، ولا امانع في أن أبقى في المنزل على أن أشارك في أعمال لست راضية عنها، لكنني في الوقت ذاته أحرص على المشاركة في عمل واحد على الأقل سنوياً لأبقى موجودة في ذاكرة الجمهور». وعن رأيها في دخول عدد من الممثلين غير الأكاديميين إلى الدراما وحلولهم محل نظرائهم الأكاديميين بخاصة في الأدوار النسائية، تقول: «يُفضّل أن يكون الممثل أكاديمياً ولديه الموهبة، ليستطيع أن يقدم ما يطلب منه، ولكن إذا دخلت فتيات مثقفات وموهوبات غير أكاديميات إلى عالم التمثيل فلا مانع في ذلك، لأن الدراما السورية بحاجة لوجوه جديدة دائماً، وإدخال الدماء الجديدة مفيد، بخاصة أن سوق الدراما تستوعب كل من يملك قدرات فنية كافية وإن كان غير أكاديمي، فالأعمال كثيرة والقنوات الفضائية متعددة، لكن المصيبة الكبرى في هذا الأمر هو تكريس أشباه المواهب كنجوم، وتقع مسؤولية ذلك على القائمين على المهنة واختياراتهم التي تعتمد المحسوبيات». وعن رأيها بالدراما السورية وأين تصنفها بين الدرامات العربية، تقول: «الدراما السورية كسوق عكاظ، فيها أعمال جيدة وفيها أعمال متوسطة المستوى وهناك الرديئة، ووجود أعمال جيدة يعني أن الدراما السورية بخير وقادرة على النهوض. أما الجزء الثاني من السؤال فأنا أرفض المقارنة بين الدراما العربية، فكل دراما تعبر عن ثقافة بلدها، ففي الدراما المصرية مثلاً هناك الجيد والمتواضع». أما عن نجاح أعمال البيئة والمسلسلات التركية، فتقول حوارنة: «نجاح هذه الأعمال يعود لتقديمها قيماً يفتقدها المجتمع العربي في الوقت الحالي، فمثلاً مسلسلات البيئة (الشامية بخاصة) تقدم المعايير الأخلاقية التي يفتقدها المواطن العربي، وفي المقابل الأعمال التركية تقدم جانباً من الرومانسية والحب المفقودين أيضاً. وهذا برأيي من أهم أسباب نجاح هذه الأعمال، إضافة إلى أن الضغوط التي يعاني منها المواطن العربي تدفعه إلى الاتجاه إلى أعمال بسيطة وخفيفة للترفيه عن نفسه».