حمل العام 2006 عدداً من المفاجآت والتغيرات على مستوى العمل التلفزيوني، أكان ذلك في مجال الإنتاج الدرامي أو الخدمة الإخبارية. مع العلم انه، بالنسبة الى النجوم المصريين، يعتبر شهر رمضان الأهم بالنسبة إليهم لعرض أعمالهم. وقد تنافس خلال الموسم الرمضاني أكثر من 16 عملاً درامياً مصرياً، في حين ان الانتاج فاق ال 40 مسلسلاً. وإذا كان الفنان نور الشريف استعاد مكانته بمسلسله"حضرة المتهم أبي"وذلك بعدما كان أخفق في عمليه السابقين"العطار والسبع بنات"وپ"عيش أيامك"، فإن الأمر نفسه تكرر مع النجم يحيى الفخراني الذي استعاد نجوميته ومكانته مع عمله الدرامي"سكة الهلالي"على رغم الانتقادات التي وُجهت الى المسلسل. أما المفاجأة التي قلبت موازين الدراما المصرية فتمثلت في نجاح حققه النجم السوري جمال سليمان في مسلسل"حدائق الشيطان"ووضعه في مصاف كبار النجوم المرشحين لأعمال مقبلة في الدراما المصرية. كما انه في الوقت ذاته فتح الباب أمام النجوم السوريين للعمل في الدراما المصرية بعدما كان الأمر مقتصراً على التقنيين، إذ تشهد القاهرة حالياً تصوير مسلسل عن"الملك فاروق"يجسد دوره فيه - في مرحلة الشباب - النجم السوري تيم حسن والإخراج لحاتم علي. والأكيد ان هذا التطور يحمل مؤشراً على تغير العقلية الانتاجية المصرية واعتراف أهلها بنجاحات الدراما السورية، إذ لم يعد التعاون مقتصراً على الفنيين مثلما حدث مع المخرج هيثم حقي، الذي سبق وقدم مسلسلاً للنجمة سميرة أحمد أو الفنان والمخرج عابد فهد، الذي أخرج المعارك في المسلسل المصري"على باب مصر"، بل أصبح تفكير كثر من المنتجين وأصحاب المشاريع يتجه الى ضرورة التفكير في الاستعانة بنجوم سوريين وأردنيين، ما جعل الكاتب محمد صفاء عامر يعلق قائلاً:"إن الانفتاح على وجوه عربية غير مألوفة في الدراما المصرية يمنحها"طزاجة"كنا بدأنا نفتقدها، خصوصاً مع سيطرة مجموعة من النجوم على سوق الدراما وإملاء شروطهم على المنتجين، ما انعكس سلباً على الدراما المصرية في الفترة الأخيرة". ومن أهم الظواهر التي أثارت جدلاً في العام 2006 عودة عدد لا بأس به من الفنانات المحجبات إلى الأعمال الفنية بعد اعتزالهن التمثيل. ولم تكتف النجمات العائدات بتقديم أعمالهن الدرامية، بل واصلن معركة خضنها عبر اتهامهن التلفزيون المصري برفض عرض أعمالهن. وشنت غالبية المعتزلات العائدات هجوماً حاداً على المسؤولين في التلفزيون المصري في هذا المعنى. ومن بين المهاجمات سهير البابلي وحنان ترك وسهير رمزي. وإذا كان التلفزيون المصري رفض عرض أعمال الفنانات المحجبات، كما تردد بسبب"قرار سياسي غير معلن"، فإن الفضائيات العربية أفسحت لهن المجال، ليس ذلك فقط، بل تخطت أجور بعضهن مليوني جنيه مصري. وشهد العام أيضاً عمل أبناء فنانين في الدراما التلفزيونية، وتأكدت موهبة بعضهم، ومنهم أحمد صلاح السعدني وأحمد أحمد ماهر، وأحمد محمد جلال عبدالقوي وسواهم. كما أظهر عدد من الفنانين الشباب موهبة حقيقية، ومنهم الفنان شريف سلامة الذي شارك في مسلسل"حضرة المتهم أبي". وإذا كان المشهد التلفزيوني يحمل من مؤشرات التغيير ما سينعكس بالضرورة على نتاجات العام المقبل ومستوى الأعمال التي ستقدم من خلاله، فإن مسؤولي التلفزيون المصري يعملون جاهدين الآن وتحت ضغط الواقع الجديد على تطوير البرامج التي تقدم على القنوات الأرضية والفضائية وتحديداً في مجال الخدمة الإخبارية. إذ تشهد قناة النيل للأخبار في هذه الفترة محاولات جادة للتطوير، ويشمل هذا التطوير المتوقع تقديم البرامج الإخبارية بإيقاعات مميزة، تضاهي البرامج الإخبارية في القنوات العربية ذات الصدقية. ومن المتوقع ان يقوم بإعداد هذه البرامج وتقديمها بعض ابرز الصحافيين المصريين، في محاولة للتشديد على أن هامش الحرية السياسية زاد اتساعاً في الآونة الأخيرة. وعلى رغم أن هناك محاولات جادة للنهوض بصورة الإعلام المصري عبر تطويره او تغيير أساليبه، فإن البرامج المهمة التي تأكدت شعبيتها وصدقيتها على مستوى الشارع المصري تظل"القاهرة اليوم"الذي يبث على قناة"أوربت"ويقدمه الإعلامي صاحب الشعبية والشهرة عمرو أديب، وبرنامج"العاشرة مساء"على فضائية"دريم"، وتقدمه منى الشاذلي، وپ"البيت بيتك"الذي يشارك في تقديمه الإعلامي محمود سعد مع تامر بسيوني ومنى الشرقاوي. ومحمود سعد يبقى في كل الأحوال الوجه الأكثر صدقية وقبولاً في الشارع المصري، خصوصاً بعد الفقرات الحوارية الساخنة التي قدمها في شهر رمضان الماضي والتي كانت موقعة باسم"أهلاً بالمعارك".