توقع رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض ان يحقق الاقتصاد الفلسطيني نسبة نمو مرتفعة عشرة في المئة بعد تلقيه دعماً دولياً سخياً 7.4 بليون دولار، لكنه اشترط لذلك رفع الحصار والاغلاق الاسرائيلي. وقال للصحافيين في مكتبه في مدينة رام الله امس ان الدعم الذي تلقته السلطة من مؤتمر المانحين في باريس سيضع الاقتصاد الفلسطيني على طريق نمو سريع يصل الى عشرة في المئة في حال رفع الحصار عن قطاع غزة وازالة الاغلاق الداخلي في الضفة الغربية. واضاف:"الحجم الحالي للاقتصاد الفلسطيني يبلغ اربعة بلايين دولار، وكان من الممكن ان يكون حجمه ضعف هذا الرقم لو لم تفرض اسرائيل الحصار علينا عقب اندلاع الانتفاضة عام 2000". لكن فياض الذي يبدو غير متفائل بتوفر فرص حقيقية لرفع الحصار الاسرائيلي، قال:"التقدم في هذا المجال يسير بسرعة السلحفاة، والفشل يقاس بالقنطار". وكان فياض عقد أخيرا سلسلة لقاءات مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لاستكشاف فرص رفع الحصار، لكنه تلقى ردودا غير مشجعة. وفي حال عدم رفع الحصار عن غزة والاغلاق عن الضفة، فان فياض يتوقع نسبة نمو متواضعة للاقتصاد الفلسطيني عام 2008 قدرها ستة في المئة فقط. وقال انه وضع خطته التنموية للسنوات الثلاث المقبلة 2008 -2010 والتي حظيت بالدعم الدولي الواسع في مؤتمر المانحين في باريس، على اسس متحفظة منها استمرار الاغلاق. ويتوقع فلسطينيون كثيرون الا يقود الدعم الدولي الواسع الذي حظي به فياض في مؤتمر باريس الى اي نهضة حقيقة في الاقتصاد بسبب الحصار. وقال رئيس مجلس ادارة شركة كوكا كولا في فلسطين زاهي خوري ل"الحياة":"ندفع اعلى تكلفة للنقل في العالم بسبب الاغلاق والحصار، كما ان عزل قطاع غزة ادى الى فقدان ثلث قدرتنا التسويقية". وأضاف:"هذا لا يخلق بيئة استثمارية مواتية ومشجعة". وقال تاجر الادوات المنزلية في مدينة نابلس نبيل السخلة ل"الحياة":"كل الدعم الدولي الذي نتلقاه لا يعني شيئا اذا لم ترفع اسرائيل الحصار". واضاف:"الوضع الداخلي يتغير، الحكومة بدأت بفرض الامن والنظام، لكن عندما اتوجه الى العمل اجد المئات، واحيانا الآلاف، على الحاجز العسكري على مدخل المدينة، فأعود". وتنشر اسرائيل 560 حاجزا عسكريا تقطع اوصال الضفة وتعيق حركة الافراد والسلع، كما تفرض حصارا عسكريا على غزة تمنع بموجبه اهالي القطاع من السفر وتحدد كميات وانواعاً ضئيلة من المواد الغذائية التي تسمح بدخولها الى القطاع. وقال فياض جازما:"ما يؤدي الى نهضة هو انهاء الحصار". وقال فياض ان المواطن الفلسطيني لن يلمس تغييرا كبيرا جراء الدعم الدولي السخي، مشيرا الى ان الجزء الاكبر من هذا الدعم 70 في المئة سيخصص للرواتب والنفقات التشغيلية، فيما يخصص الجزء المتبقي لمشاريع سيستغرق تنفيذها الكثير من الوقت. وأدى الحصار الاسرائيلي الى تراجع ايرادات الحكومة الفلسطينية الى درجات دنيا تعجز معها عن توفير رواتب موظفيها والنفقات التشغيلية لمؤسساتها التي تبلغ نحو 180 مليون دولار شهريا. وجدد فياض مطالبته اسرائيل بنقل السيطرة على معابر غزة الى حكومته، واعرب عن تأييده لفكرة الرئيس نيكولا ساركوزي نشر قوات دولية في غزة، وقال:"نرحب بتدخل دولي فاعل لصالح شعبنا، فهذا يساعدنا على انجاز مشروعنا الوطني". واعرب عن تقديره لموقف اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها الأخير في باريس الذي دعمت فيه مطلبه تسلم الحكومة الفلسطينية معابر قطاع غزة، وقال:"هذا تطور ايجابي ويشكل ركيزة للخروج من حال الحصار".