منذ خمسين سنة و"القوات المسلحة الثورية الكولومبية" فارك تعذب وتغتال مئات من مواطنينا. وعلى هذا لم تبعث صور انغريد بيتينكور الرهينة الفرنسية - الكولومبية بين يدي"الفارك"منذ 6 أعوام الدهشة. وفي حزيران يونيو الفائت قتلت"القوات"22 شخصاً. وهم أعلنوا قرائن على حياة 16 رهينة، ولكننا من غير خبر عن 31 رهينة قد يطاولها التبادل الإنساني. وبين الرهائن هذه كلارا روفاس، مساعدة المرشحة الى الرئاسة انغريد بيتينكور، وابنها إيمانويل المولود في الأسر. وأود التذكير بأن 750 شخصاً فقدوا في أثناء الأعوام العشرة المنقضية. ولا أرجو شيئاً على قدر رجائي إطلاق الرهائن من غير شرط ولا مقايضة ولا مفاوضة، وعودتها الى الحياة. ولا يهمني غير هذا، وغير إجماع العالم على التصدي للإرهابيين، وحملهم على تحرير الرهائن. وتتولى كولومبيا سيادتها في سياق سياسي ديموقراطي. فلا يجوز القبول بذريعة اتفاق إنساني على إطلاق رهائن الانتقاص من الأمن الديموقراطي الذي يتمتع به الشعب الكولومبي ويتولاه. وعلى هذا، فنحن لا نقبل منطقة انسحاب القوات العسكرية، وقوات الشرطة، التي تشترطها"القوات الثورية". فالانسحاب يترتب عليه ألا تتولى الدولة أمن المواطنين المقيمين في منطقة الانسحاب هذه. ومهمتي، رئيساً، هي رعاية إطلاق الرهائن والحؤول دون إرهاب"القوات الثورية"الكولومبيين. ونزولاً على وساطة الرئيس ساركوزي، في أيار مايو الماضي، أطلقت مانويل غرادا و150 غيره من ناشطي"القوات"المعتقلين. وقبلنا وساطات كثيرة، على رغم أن بعضها أدى الى تأزم علاقاتنا ببعض جيراننا مثل فينزويلا. وكان رد المنظمة المسلحة اغتيالات ومراوغات وكذباً. وقررنا الأسبوع الماضي قبول اقتراح الكنيسة الكاثوليكية إنشاء منطقة لقاء أي دائرة ريفية خالية من السكان ومن القوات العسكرية والشرطة، على ان يبادل فيها 45 رهينة ب500 مقاتل، وتبلغ مساحتها نحو 150 كلم2. ويحتاج انجاز المبادلة الى مراقبين دوليين يضمنون المنطقة، والى 30 يوماً. واقتراحي التالي هو إنشاء صندوق من 100 مليون دولار يسدد تعويضات الى المقاتلين الذين يتخلون عن القتال ويأتون إلينا ومعهم رهائن. وعلقنا الوساطة الفينزويلية بعد سعي الرئيس تشافيز الى الاتصال مباشرة بقائد الأركان الكولومبي من وراء ظهر الهيئات الكولومبية الدستورية. وهذا ينتهك ركن سياستنا: ألا يكون تحرير الرهائن مشروطاً ولا مفاوضاً عليه. وأريد أن أقول للوسطاء إن حكومة كولومبيا الديموقراطية تواجه مافيا. ففي السبعينات، يوم كنت شاباً، كان مقاتلو حرب الغوار يستظهرون بأيديولوجية تريد فرض ديكتاتورية البروليتاريا واقتصاد اشتراكي بيد الدولة من طريق صراع الطبقات. ومذذاك، نسيت"القوات الثورية"أيديولوجيتها، وانقلبت مافيا مرتزقة. عن"الفارو أوريبي رئيس كولومبيا، موقع "بلومبرغ نيوز"، 12/12/2007