دعا الرئيس جورج بوش الكونغرس الى انهاء الجمود بشأن تمويل الحرب في العراق وافغانستان، وحذر من ان التأخير في اقرار طلبه 196 بليون دولار لتمويل هذه الحرب سيؤدي الى تقليص عمليات القواعد العسكرية في انحاء الولاياتالمتحدة. وقال بوش في اجتماع في وزارة الدفاع الاميركية يحيط به كبار العسكريين الاميركيين، ان"مهمات هذه الوزارة مهمة لحماية حياة الاميركيين وهي على درجة من الاهمية بحيث انه لا يمكن عرقلتها او تأخيرها او تعريضها للخطر". والقى اعضاء كبار في الحزب الديموقراطي اللوم على بوش في الجمود، وقالوا انهم سيقرون تخصيص اموال للحربين اذا اقترح بوش"خطة مسؤولة"لإعادة الجنود الاميركيين الى بلادهم من العراق بحلول كانون الاول ديسمبر 2008. وقال النائب ديفيد اوبي رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب"لا يمكننا ان نبقى في العراق الى الابد ... يجب على الرئيس ان يقبل هذه الشروط وان يقدم خطة مسؤولة لإعادة القوات الى ديارها". وتعطل طلب الرئيس مبلغ 196.4 بليون دولار لتمويل الحرب في الكونغرس منذ هدد بوش بعرقلة مسودة قرار طرحه الديموقراطيون لتوفير مبلغ خمسين بليون دولار شرط تحديد موعد زمني للانسحاب من العراق. وجاءت تصريحات بوش عقب اجتماع مع رئيس هيئة الاركان في البنتاغون لبحث متطلبات الجيش الاميركي على الامد الطويل والى ما بعد النزاعات الحالية. ووقف الى جانب بوش نائبه الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس ونائب رئيس هيئة الاركان المشتركة وقادة الاجهزة العسكرية. ولم يتحدث من بينهم سوى بوش. وحذر بوش من ان التأخير"سيبدأ في احداث تأثيرات ضارة على عمليات الوزارة". واضاف ان"الجيش الاميركي يتوقع منا العمل معا لدعم قواتنا وهذا ما يريده". وتابع:"لا يريدون ان تقوض النزاعات في واشنطن قواتنا في العراق، خصوصا بعد ان بدأنا نرى علامات واضحة على النجاح". وطلب من الكونغرس"توفير هذا الدعم الضروري لقواتنا قبل ان تبدأ عطلة عيد الميلاد". واكد زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد انه لن يدرس اي مشروع قرار تمويل آخر هذا العام، متوعدا بمواصلة النضال من اجل تغيير استراتيجية الحرب. وقال في بيان ان"الجمهوريين التابعين لبوش الزموا قواتنا لفترة غير محدودة بحرب اهلية اثّرت بشكل كبير على قواتنا وقدرتنا على الرد على تهديدات حقيقية اخرى في العالم". واضاف:"انهم خائفون جدا من تحمل مسؤولية سياستهم الفاشلة للحرب لدرجة انهم مستعدون لترك رجالنا ونسائنا في ارض المعركة من دون موارد كافية بدلا من العمل معنا لتعديل هذه الاستراتيجية الكارثية". وصرحت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بأن الجمهوريين في مجلس الشيوخ يعيقون دراسة مشروع قرار بتوفير 50 بليون دولار والذي اقره مجلس النواب في وقت سابق من هذا الشهر مع اشتراط انسحاب القوات الاميركية في كانون الاول 2008. وقالت بيلوسي"وفرنا كل قرش ضروري حاليا لتمويل عمليات وزارة الدفاع في العراق وافغانستان وحول العالم". واضافت ان"الرئيس بوش وحلفاءه من الجمهوريين هم الذين يحولون دون وصول المزيد من الاموال الى قواتنا". وحذر غيتس من ان التمويل الحالي يكفي الجيش الاميركي حتى منتصف شباط فبراير وقوات مشاة البحرية المارينز حتى منتصف اذار مارس. وقال ان على الجيش ان يستغني عن مئة الف موظف مدني ومئة الف متعاقد اذا لم يوفر الكونغرس تمويل الحرب قبل ذلك. ويؤكد البنتاغون انه من الصعب ادارة عمليات الجيش بالتمويل المجزأ الذي تنص عليه مسودة القرار التي يقترحها الديموقراطيون. ولكن النائب جون مورثا الديمقراطي رئيس لجنة الانفاق العسكري في مجلس النواب قال انه يعتقد انه بالامكان الوصول الى حل وسط بعد محادثة هاتفية مع اللفتنانت جنرال دوغلاس ليوت المسؤول عن سياسة العراق في البيت الابيض. وقال مورثا"أبلغته اننا يجب ان نتوصل الى اتفاق وبعد الاستماع اليه فإنني اكثر تفاؤلا بوجود امكان للاتفاق". واضاف ان الديموقراطيين"قد يكونون مستعدين لقبول حل وسط"بشأن موعد لسحب القوات من العراق بحلول كانون الاول عام 2008. وهدد بوش مراراً بأنه سيعارض اي قانون يربط التمويل بمثل هذه الشروط، بممارسة حق النقض.