بات واضحاً ان للوطن (فلسطين) قضية تتمثل في الأسرى حيث الزنازين التي لا ترى فيها الشمس ، واقدام السجانين تزيد قسوة الأيام، وصرير الأبواب الحديدية وأنين السجناء ، والشعور القاتل بالوحدة ، والأمل المبعثر في أروقة ظلام الغد الذي قد لا يأتي سريعاً. لقد بدأ الأسرى اضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على الإجراءات العقابية التي تتخذها ادارة السجون ضدهم تماشياً مع سياسة الحكومة الإسرائيلية بتضييق الخناق على الأسرى في كل جوانب الحياة ، من أجل النيل من إرادة الأسرى وعزيمتهم داخل السجون، وما يجري داخل السجون لا يمكن أن يقبله العقل ولا القوانين والأعراف الدولية. لقد وجه الأسرى نداءات للتضامن معهم في خطواتهم النضالية، ووصلت الرسالة الى الجميع ، ومع ذلك قليلون يهتفون لحرية الأسرى ويشاركون أهاليهم في الاعتصام ويعلنون تضامنهم معهم وبخجل واضح ليس الا ، وكثيراً ما نسمع من الساسة والقادة عن الدولة واستحقاق ايلول، ولكن الكثير من الساسة لم يذكر الأسرى مع الاستحقاق، والفصائل لا تعمل جاهدة من أجل حشد الجماهير والخروج بمسيرات تضامنية مع الأسرى ، والبعض من قادة الفصائل يشارك في بداية الفعالية، وسرعان ما يغادر المكان فور اختفاء وسائل الإعلام والكاميرات. الأسرى وذووهم يصرخون بصوت عال من أجل نصرتهم بعد أن باتت الأمور المعيشية في السجون غير صحية وغير آمنة، ولم يعد مقبولاً أن يقف البعض مكتوف اليدين أمام مناشدات ونداءات الأسرى وذويهم من دون التحرك. وهنا أسجل لمسة وفاء لمؤسسات الأسرى الأهلية والرسمية في غزة والضفة التي تساند الأسرى بشكل دائم وتعمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية التى تمارس بحق الأسرى وإيصال آلامهم الى المحافل الدولية. وعتابي اليوم على الأسرى المحررين الذين كانوا بالأمس تحت وطأة الجلاد في الزنازين مع زملائهم يعانون الأمرّين، فلماذا يبتعدون عن المشاركات الدائمة مع الفعاليات الدورية لأهالى الأسرى ولا يسمع صوتهم ولا يظهرون الا في المناسبات الوطنية. ان المطلوب اليوم الكثير من أجل الأسرى والتضامن معهم أمام السفارات الفلسطينية والعربية ومقرات الأممالمتحدة والصليب الأحمر، وطرق كل أبواب العالم من أجل نيل حريتهم، وعلى الديبلوماسية الفلسطينية ان تبتكر خطوات دولية لدعم تلك القضية الحاضرة الغائبة في وجدان الساسة ، ألم يحن الوقت لكي ينطلق الآلاف من أسرى الحرية من سجونهم ليعودوا الى أسرهم ويساهموا في بناء دولتهم.