سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجنرال ربط ترحيبه بالتوافق على العماد بمبادرته وإزالة العقبات ... وتأجيل انتخاب الرئيس اسبوعاً . لبنان : عون يدعم ترشيح سليمان وترقب لموقفي بري و "حزب الله"
يفترض ان يكون ترشيح قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان الى الرئاسة الأولى حقق خطوات متقدمة أمس بإعلان زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون ترحيبه بهذا الترشيح بعد اجتماع لتكتله النيابي، واشارته الى ان ترحيبه هذا يأتي"وفق المبادرة التي طرحناها"، والتي كان أطلقها مساء الخميس 22 الجاري، واقترح فيها ان يسمي هو مرشحاً توافقياً من غير تياره وكتلته النيابية لسنتين، على أن يسمي زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري رئيساً للحكومة من غير تياره، وعاد فسجلها مساء الجمعة قبل ساعتين من انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود. جاء ذلك قبل أن يعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأجيل جلسة انتخاب الرئيس المقررة اليوم إلى السابع من كانون الأول ديسمبر المقبل. وأوحى عون، الذي يربط"حزب الله"موقفه من ترشيح العماد سليمان بموافقة زعيم"التيار الحر"فيما يربط رئيس البرلمان نبيه بري موقفه بحصول توافق الفرقاء، بأنه"لو قبلوا بمبادرتي لكان هو أحد الأسماء المطروحة سليمان"راجع ص 6 و7. وقالت مصادر في الأكثرية التي كانت بدأت تعمل على خيار ترشيح العماد سليمان للخروج من الفراغ الرئاسي الذي مضى عليه أسبوع، منذ نهاية الأسبوع الماضي، وتحديداً من قبل النائب الحريري، الذي نسق خطواته مع حلفائه والنائب ميشال المر عضو تكتل عون النيابي وحليفه، إن ترحيب عون"خطوة أساسية على طريق الخروج من الفراغ الرئاسي". وجاء ترحيب عون في وقت تكاثرت تصريحات رموز ونواب من الأكثرية دعماً لخيار سليمان إذ قال وزير الاتصالات مروان حمادة:"اننا لا نمزح"في دعم هذا الترشيح، رداً على تصريحات للمعارضة سألت عن مدى جدية الأكثرية. وطرح بعض أوساط الأكثرية تساؤلات عما إذا كان ربط عون دعمه ترشيح سليمان بمبادرته السابقة، ودعوته الى"إزالة العقبات الدستورية"بتعديل الدستور لترشحه، سيؤدي الى وضع عراقيل أمام هذا الخيار، إلا ان عون عاد فقال:"سأقبل التسوية بأن لا أعارض". كما أن أوساطاً حليفة لعون علّقت على تساؤلات الأكثرية بالقول إن ربطه ترحيبه بترشيح العماد سليمان هو وسيلة لتنظيم زعيم"التيار الحر"تراجعه عن ترشحه للرئاسة بعد أن كان سحب مبادرته بالاستعداد لترشيح غيره وبالتالي فإنه"لا يستطيع ان ينقلب على نفسه دفعة واحدة بل يحتاج الى أسلوب الخطوة خطوة وهو خطا خطوة مهمة تكمن بتسليمه بترشيح قائد الجيش، وهو بذلك وضع قدمه في اللعبة الدائرة منذ أيام والأرجح أنه يسعى الى التمهيد للأمر مع جمهوره بعد أن أقنع نفسه بالخيار، ولهذا تحدث عن تحرك شعبي الأسبوع المقبل في ذكرى اعتصام المعارضة"الذي مضت سنة عليه اليوم. وعلمت"الحياة"أن عون ابلغ تكتله النيابي أمس منذ بداية اجتماعه الاستثنائي بعد ظهر أمس عن دعمه ترشيح العماد سليمان كمرشح توافقي. وأكدت مصادر المجتمعين ان عون بادر الى طرح تأييد سليمان وشرح الأسباب التي دفعته الى هذا الموقف ابتداء من الخلفية العسكرية انتهاء بتضحيات الجيش، مشدداً على ان القوى الأخرى هي التي كانت ترفض مجيء عسكري الى السلطة. ولم يدم الاجتماع أكثر من نصف ساعة ولم يحصل أي نقاش بين الحضور. وقالت المصادر نفسها ان موقف عون"غير مرتبط بأي شروط تعجيزية ولكنه يشدد على أن تتم العملية وفق الأصول الدستورية وبعيداً من أي دور للحكومة الحالية في التعديل الدستوري المطلوب". كما أن خطوة عون جاءت في ظل خروج عدد من ممثلي الدول المتابعة بدقة للشأن اللبناني عن صمتهم، بعد ان كان بعضهم تحرك بعيداً من الأضواء دعماً لخيار التوافق على تسمية العماد سليمان للرئاسة. والبارز من هذه المواقف إعلان السفير السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة أنه إذا توافق اللبنانيون على سليمان فالسعودية تدعمه. واستقبل خوجة أمس الحاج حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله". وأجرى اتصالين بالرئيس بري والنائب سعد الحريري"لتسريع التوافق والخروج من الفراغ". وطلب من بري أخذ الجانب الايجابي من كلام عون واتفق على بحث دستورية التعديل في لقاء اليوم بين بري والنائب بهيج طبارة ممثلاً الحريري. وقال مسؤول أميركي ان واشنطن لا تعترض على التوافق على سليمان فيما أكد السفير الأميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان الذي أكدت مصادر مطلعة أنه في صورة الاتصالات الجارية حول ترشيح سليمان، ان بلاده تدعم رئيساً ينتخبه البرلمان بحسب الدستور. كما أن سفراء أوروبيين عديدين لا سيما السفير الفرنسي اندريه باران وضعوا في صورة هذا الخيار وأكدوا دعمهم لتوافق البرلمان عليه. لكن بعض الأوساط الديبلوماسية ترقبت ما إذا كانت المعارضة ستضع شروطاً تتعلق برئاسة الحكومة وتشكيلها. وكان عون قال رداً على سؤال من"الحياة"عما إذا كان شرطه ما تضمنته مبادرته من ضرورة قبول الرئيس التوافقي بورقة التفاهم بينه وبين"حزب الله"وان تكون مدة ولايته سنتين:"المبادرة تامة كما هي اذا كان هناك من استفسار فهو مع أصحاب العلاقة". كما ترقبت الأوساط الديبلوماسية العربية والغربية ردود الفعل على ترحيب عون، من جانب قيادة"حزب الله"وبري الذي كان أبلغ معظم زواره قبل اجتماع"تكتل التغيير والإصلاح"بأن"علينا ان ننتظر ما سيقرره العماد عون لنرى في ضوئه ماذا سنفعل". وقالت مصادر مطلعة ان بري"لن يتخذ موقفاً"إلا بعد التنسيق مع"حزب الله". وأكدت ان بري يتواصل منذ يومين مع قيادة الحزب وان اللقاءات مفتوحة بين الجانبين"لأن بري حريص على عدم المساس بتحالفه مع الحزب ويرفض اتخاذ أي موقف إلا بعد التفاهم معه على كل الخطوات المقبلة". وردت أوساط سياسية تأييد عون للعماد سليمان الى عوامل عدة أبرزها: - انه لا يستطيع الوقوف في وجه ترشحه نظراً الى أن عدداً لا بأس به من النواب المنتمين الى تكتله النيابي يحبّذ هذا الخيار. وبهذا يحافظ على وحدة تكتله. - ان عون أراد أن يستوعب الجو المسيحي الضاغط المؤيد لمنع حصول فراغ في الرئاسة. وفيما عبرت أوساط في الأكثرية عن خشيتها من أن يكون ربط عون ترحيبه بسليمان بالموافقة على مبادرته، دعماً لفظياً باعتبار ان فيها بنوداً تقطع الطريق على انتخابه رئيساً للجمهورية، دعت أوساط أخرى الى التريث الى حين صدور مواقف نهائية عن بري وقيادة"حزب الله". وتستعد الأكثرية لإصدار بيان عن قوى 14 آذار تعلن فيه موافقتها على تعديل الدستور إفساحاً في المجال أمام انتخاب سليمان. وقالت إن هذا البيان سيصدر في أعقاب اللقاء المرتقب بين بري والحريري، على أن تستجيب حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لطلب الأكثرية في عقد جلسة تخصص لوضع مشروع قانون لتعديل الدستور لترشيح العماد سليمان، مشيرة الى انه"في هذه الأثناء تكون مواقف المعارضة ظهرت على حقيقتها"، خصوصاً ان بري كما يقول مقربون منه، يدعم هذا الخيار لكنه يأخذ على فريق الأكثرية عدم التنسيق معه، وكان يفضل أن تعلن موقفها في بيان رسمي بدلاً من إعطائها إشارات إيجابية عبر عدد من النواب بغية إحراج المعارضة ليأتي الاعتراض منها، كأن الهدف رمي الكرة في مرمى الآخرين. لكن مصادر في الأكثرية والمعارضة قالت ل"الحياة"ان بري وُضع في صورة دعم هذا الخيار من جانب النائب المر وبعض السفراء.